(٤) عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً (٥)) (١) (٢) [التّحريم : ٦٦ / ١ ـ ٥].
يا أيها الرسول النّبي ، لماذا تمنع نفسك من بعض ما أباح الله لك ، قاصدا إرضاء أزواجك ، والله غفور لما فرط منك ، من تحريم ما أحلّ الله لك ، وما تقدّم من الزّلة ، رحيم بك ، فلا يعاقبك على ذنب تبت منه. وهذا عتاب بطريق التلطّف ، وإشارة إلى أن ترك الأولى بالنسبة له مثل الذنب ، وإن لم يكن ذنبا في الواقع.
وقد صحح ابن العربي أن التحريم كان في العسل ، وأنه شربه عند زينب. وتظاهرت عليه عائشة وحفصة فيه ، وجرى ما جرى ، فحلف ألا يشربه ، وأسرّ ذلك ، ونزلت الآية في الجميع.
وقال ابن عطية : إن الآية نزلت بسبب مارية أصح وأوضح ، وعليه تفقه الناس في الآية ، ومتى حرّم الرجل مالا أو جارية دون أن يعتق أو يشترط عتقا أو نحو ذلك ، فليس تحريمه بشيء. فقد أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس أن النبي صلىاللهعليهوسلم حرّم على نفسه الاستمتاع بمارية القبطية الجارية التي أهداها المقوقس إليه ، حين قضى معها وقت القيلولة ، في حجرة حفصة أو في حجرة عائشة ، فغضبت بعد أن جاءت ، فقال لها الرسول صلىاللهعليهوسلم : أيرضيك أن أحرّمها؟ قالت : نعم ، واستكتم صاحبة الغرفة ، لئلا تعلم عائشة أو حفصة بالخبر ، خوفا من غضبها.
والكفارة عن اليمين المحلوفة : أن الله تعالى شرع لكم تحليل أيمانكم بأداء الكفارة المقررة في اليمين المنعقدة في سورة المائدة [الآية : ٨٩] ، والله متولّي أموركم وناصركم
__________________
(١) مواظبات على الطاعة.
(٢) صائمات. وقد ذكرت صفات بلا حرف عطف ، لاجتماعها في موصوف واحد ، وترك العطف لشدة ارتباطها.