إبراهيم الخليل أسوة حسنة
الأنبياء الكرام كلهم قدوة للناس ، ولا سيما إبراهيم الخليل أبو الأنبياء عليهمالسلام ، وذلك في كل ما أمرهم الله تعالى به ، ومنه التّبرؤ من الكفار ومعاداتهم ، ولو كانوا إخوة أو آباء أو غيرهم ، فإذا آمنوا انقلبت العداوة موالاة ومحبة وثقة ، ولكن الله تعالى استثنى من التّأسي بأقوال إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام استغفاره لأبيه ، الذي كان عن موعدة وعده بها قبل أن يعلم أنه عدوّ لله ، ففي هذا لا يستغفر أحد لأبيه إذا كان كافرا ، ولا تأسّي بما حدث ، كما تصرّح هذه الآيات الكريمة :
(قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنا بِكُمْ وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَما أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وَإِلَيْكَ أَنَبْنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (٤) رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٥) لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٦) عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللهُ قَدِيرٌ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٧) لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٨) إِنَّما يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٩)) (١) (٢) (٣) (٤) (٥) (٦) (٧) (٨) (٩) [الممتحنة : ٦٠ / ٤ ـ ٩].
لا بدّ لكل أمة من نبراس أو رمز أو قدوة عملية ، يعمل الناس بسيرته العملية ،
__________________
(١) قدوة وإمام.
(٢) أبرياء لا نعتد بكم وبآلهتكم.
(٣) العداوة : ضدّ الصداقة ، والبغضاء : الكراهية ضدّ المحبة.
(٤) رجعنا وتبنا.
(٥) صلة وقربى.
(٦) تحكموا بينهم بالعدل ، والاقساط : العدل.
(٧) العادلين.
(٨) تعاونوا على إخراجكم.
(٩) تتخذوهم أولياء أي أنصارا وأعوانا.