يَطْمِثْهُنَّ
إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (٧٤) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧٥)
مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ (٧٦) فَبِأَيِّ آلاءِ
رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧٧) تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ
(٧٨))
[الرّحمن : ٥٥ /
٦٢ ـ ٧٨].
ومن دون الجنّتين
المتقدمتين في بيان سورة الرّحمن في المنزلة والقدر : جنّتان أخريان. والجنّتان
الأوليان : جنّتا السابقين ، والأخريان جنّتا أصحاب اليمين. فبأي شيء من النّعم
الإلهية تكذّبان أيها الإنس والجنّ؟
والجنّتان شديدتا
الخضرة ، من شدة الرّي المائي. فبأي نعم الله تكذبان معشر الجن والإنس؟
وفي الجنّتين
عينان فيّاضتان فوّارتان بالماء العذب ، فهناك جنّتان تجريان بالأنهر ، وجنّتان
فوّارتان ، والجري أقوى من النّضخ. فبأي نعم الله تكذبان أيها الإنس والجن؟
وفي هاتين
الجنّتين نساء جميلات ، خيّرات الأخلاق ، حسان الوجوه ، فبأي نعم الله تكذبان أيها
الجن والإنس؟!
وهؤلاء النساء
الخيرات ، حور شديدات البياض ، واسعات الأعين ، مع شدة السواد وشدة البياض وصفائه
، مخدرات محجّبات مستورات في خيام الجنّة ، المكونة من الدّر المجوفة. والخيام :
البيوت من الخشب ، لا يتبذلن في شارع ولا سوق ، ولا يخرجن لبيع أو شراء ، وهنّ
مقصورات على أزواجهن ، لا ينظرن إلى رجال غيرهن. وهذه هي المرأة المحببة للرجال ،
خلافا لأذواق المنحلّين اليوم.
ولم يمسّهن ولم
يجامعهن قبل ذلك أحد من الإنس والجن ، توفيرا للمتّقين الخائفين ربّهم ، فبأي نعم
الله تكذبان؟
__________________