بِمَنِ اتَّقى (٣٢) أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (٣٣) وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى (٣٤) أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى (٣٥) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى (٣٦) وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى (٣٧) أَلاَّ تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى (٣٨) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلاَّ ما سَعى (٣٩) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى (٤٠) ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى (٤١)) (١) (٢) (٣) [النجم : ٥٣ / ٣٢ ـ ٤١].
أخرج الواحدي والطبراني وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ثابت بن الحارث الأنصاري قال : كانت اليهود تقول إذا هلك لهم صبي صغير : هو صدّيق ، فبلغ ذلك النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال : «كذبت اليهود ، ما من نسمة (٤) يخلقه الله في بطن أمه إلا ويعلم أنه شقي أو سعيد» فأنزل الله عند ذلك هذه الآية : (هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ)
المحسنون : وهم الذين تقدم ذكرهم : (وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى) فكلمة (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ) نعت لكلمة (الذين) المتقدم قبله : هم الذين يبتعدون عن كبائر الذنوب كالشرك والقتل وأكل مال اليتيم ، وعن الفواحش كجرائم الحدود من زنا وقذف وسرقة وحرابة وشرب مسكر. والكبائر : كل ذنب توعد الله عليه بالنار وهي السبع الموبقات الآتي بيانها ، والفواحش : ما تناهي أو تزايد قبحه عقلا وشرعا من الكبائر ، ولكن لا يقع منهم إلا اللمم : أي صغائر الذنوب ومحقرات الأعمال كالنظر إلى المحرّمات والقبلة ، فإن اقترفوا اللمم تابوا.
ورد في الصحيحين عن علي رضي الله عنه : أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «اجتنبوا السبع الموبقات : الإشراك بالله تعالى ، والسحر ، وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق ، وأكل مال اليتيم ، وأكل الربا ، والنولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات».
__________________
(١) أعرض.
(٢) قطع العطاء ولم يتمه.
(٣) الوازرة : النفس الآثمة ، والوزر : الحمل.
(٤) أي إنسان.