معتبر ، ناظر بعين البصيرة. ففي تركيب الجسم بأجهزته المختلفة من جهاز هضم ودم وتنفس ، وإحساس في الأعصاب ولمس وذوق ، وفي تركيب الدماغ وما يشتمل عليه من عشرات ملايين الخلايا ، في ذلك دلالة على الخالق المبدع. والله ضامن الرزق لعباده ، ففي السماء تقدير الأرزاق وتعيينها ، وفيها ما توعدون من خير وشر ، وجنة ونار ، وثواب وعقاب ، ففي السحاب (السماء) المطر ، وفي السماء عوامل الرزق من شمس وقمر وكواكب ومطالع ومغارب تختلف بها الفصول ، ويكون تغيرها مناسبا لأنواع النباتات المختلفة التي تسقى بماء المطر ، وتسوقها الرياح ، وتغذيها الشمس بحرارتها ، ويمنحها ضوء القمر قوة ونموا.
ثم أقسم الله تعالى على أحقية البعث وضمان الرزق فقال : (فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) (٢٣) أي فو رب العزة والجلال إن ما أخبرتكم به في هذه الآيات ، وما وعدتكم به من أمر القيامة والبعث والجزاء ، وتيسير الرزق وضمانه : حق لا مرية فيه ، كائن لا محالة ، فلا تشكّوا فيه ، كما لا تشكّوا في نطقكم وتيسيره حين نطقكم ، فهو كمثل نطقكم ، شبّه هذا القول والخبر في التيقن به بالنطق من الإنسان ، وهو في غاية الوضوح ، ولا لبس فيه ، خلافا للرؤية والسمع ، قد يقع فيهما اللّبس.
قصة ضيف إبراهيم عليهالسلام
تكررت قصة إبراهيم الخليل في القرآن بمناسبات مختلفة لكونه شيخ المرسلين ، ولأنها ذات موضوعات متنوعة ، منها حوارة من غير معرفة مع الملائكة الضيوف الذين أرسلهم الله لإهلاك قوم لوط ، حتى ينزجر كفار قريش وأمثالهم ما دام هذا القرآن يتلى ، وتبين من القصة : مدى كرم إبراهيم ، وبشارته من الملائكة بغلام هو