شبهات المشركين
حاول المشركون الدفاع عن أفكارهم ومعتقداتهم ، بإلقاء الشبهات الفارغة حول القرآن الكريم ، والوحي الإلهي والنبوة ، فوصفوا القرآن بالسحر ، وكذبوا بالنبوة ، فزعموا أن محمدا افترى القرآن من عند نفسه ، لا بوحي من ربه ، وطالبوا بمعجزات مادية عجيبة للتحدي والإرباك ، وبأن يخبرهم عن بعض الغيبيات ، واستعلوا على فئة الضعفاء ، وأنفوا من مجالستهم ، وقالوا : لو كان هذا الدين خيرا ما سبقونا إليه ، فأبطل القرآن دعاويهم ، وأوضح مهمة القرآن من إنذار الظلمة وتبشير المحسنين ، وبيان عاقبة المستقيمين من الخلود في الجنان ، وإبعاد المخاوف والأحزان عنهم ، قال الله تعالى واصفا ذلك :
(وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (٧) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٨) قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ ما يُوحى إِلَيَّ وَما أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٩) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ (١١) وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ (١٢) إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (١٣) أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٤)) (١) (٢) (٣) (٤) [الأحقاف : ٤٦ / ٧ ـ ١٤].
__________________
(١) أي واضحات.
(٢) تندفعون إليه وتأخذون فيه.
(٣) مبتدعا ليس له مثيل.
(٤) كذب قديم.