على رسلهم ، أو إلى صحف أعمالهم ، وفي يوم القيامة : يجزيكم الله بما عملتم في الدنيا من خير وشر ، تجازون فيها ، من غير زيادة ولا نقص.
وهذه صحف الأعمال التي أمر الله الملائكة الحفظة بكتابتها ، تشهد عليكم ، وتذكر جميع أعمالكم ، من غير زيادة ولا نقص ، إن الله كان يأمر الحفظة أن تكتب أعمال الناس عليهم ، وتثبّتها وتحفظها عليهم ، ثم تصعد بها إلى السماء ، فيقابلون الملائكة الذين هم في ديوان الأعمال على ما بأيدي الكتبة ، أي إن الله عن طريق ملائكة يقيد كل ما عمل الناس ، ويحدث تطابق ومراجعة بين ما دوّنته الحفظة ، من اللوح المحفوظ ، وبين ما يفعله العباد ، ثم يمسكونه عندهم ، فتأتي أفعال العباد على نحو ذلك ، وهذا هو الاستنساخ المذكور في الآية (٢٩).
أحوال المؤمنين والكافرين في الآخرة
أخبر القرآن الكريم عن أحوال المؤمنين وجزائهم الحسن ، وأحوال الكافرين وسوء عقابهم ، للمقارنة أو الموازنة بين مصير الفريقين ، فإن الأشياء تتبين بأضدادها ، فيبين الأمر في نفس السامع ، ومن أسباب عقاب الكفار : إنكار القيامة ، واستبعادهم لها ، وتوهم وجودها من غير تحقق ولا تيقن ، واستهزاؤهم بها ، واغترارهم بالدنيا ، وترك استعدادهم للآخرة ، بالإيمان والعمل الصالح ، مع أن الله تعالى مالك الدنيا والآخرة ، لأنه يملك السماوات والأرض وما بينهما ، وهو رب العالمين جميعا ، وهو صاحب العزة والكبرياء ، فلا يغالبه أحد ، هذا ما وصف القرآن لنا :
(فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (١)
__________________
(١) الفوز : نيل البغية.