قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    التفسير الوسيط [ ج ٣ ]

    التفسير الوسيط

    التفسير الوسيط [ ج ٣ ]

    المؤلف :الدكتور وهبة الزحيلي

    الموضوع :القرآن وعلومه

    الناشر :دار الفكر ـ دمشق

    الصفحات :1071

    تحمیل

    التفسير الوسيط [ ج ٣ ]

    487/1071
    *

    آخَرِينَ (٢٨) فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ (٢٩) وَلَقَدْ نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ (٣٠) مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كانَ عالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ (٣١) وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ (٣٢) وَآتَيْناهُمْ مِنَ الْآياتِ ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ (٣٣)) (١) (٢) [الدخان : ٤٤ / ١٧ ـ ٣٣].

    أي تالله لقد اختبرنا قبل مشركي مكة قوم فرعون (قبط مصر) أرسل الله إليهم ، رسولا كريما في نفسه ، جامعا لخصال الخير أو المحامد والمنافع ، وهو موسى عليه‌السلام.

    وقال موسى لفرعون وقومه : أرسلوا معي عباد الله ، وهم بنو إسرائيل ، وأطلقوهم من العذاب ، فإني رسول مؤتمن على الرسالة ، غير متهم.

    ولا تتجبروا ولا تتكبروا عن اتباع آيات الله ، والانقياد لطاعته ومتابعة رسله ، فإني آتيكم ببرهان ساطع دال على صدق رسالتي كالعصا واليد والآيات التسع.

    وإني أستعيذ بالله وألتجئ إليه ، وأتوكل عليه ، مما تتوعدوني به من القتل بالحجارة ، أو الإيذاء بالشتم وغيره.

    وإن لم تصدقوني في نبوتي وبما جئتكم به من آيات الله وشرائعه من عند الله ، فاتركوني ، ولا تتعرضوا لي بأذى ، إلى أن يحكم الله بيننا.

    فلما يئس موسى من إيمانهم ، دعا ربه ، ووصف قومه بأن هؤلاء قوم مكذبون رسلك ، مشركون بك. فأمره الله تعالى بأن يخرج ليلا بعباد الله بني إسرائيل ، لأن فرعون وقومه يتّبعونكم ، واترك البحر الذي تمر فيه ساكنا مفتوحا كما هو ، لا تضربه بعصاك ، حتى يعود كما كان ، ليدخله فرعون وجنوده ، فإنهم قوم مغرقون في البحر ، وهذا بشارة بنجاة موسى وقومه ، وإهلاك عدوهم.

    ولقد خلّف قوم فرعون وراءهم كل ثرواتهم ، فكثيرا ما تركوا في مصر وراءهم ، من بساتين خضراء ، وحدائق غنّاء ، وزروع نضرة ، ومجالس حسنة مرفّهة ، ونعم

    __________________

    (١) ممهلين مؤخرين.

    (٢) اختبار ظاهر.