يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) [المائدة : ٥ / ٦٧] ، ويقول : (إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) [الحجر : ١٥ / ٩٥].
المعنى : قل أيها النبي : ألجأ إلى الله ، وأستعيذ برب الصبح ، لأن الليل ينفلق عنه ، وبرب كل ما انفلق عن جميع ما خلق الله أو انفلق عن غيره ، من الحيوان ، والنبات ، والحب ، والنوى ، والمطر ، والولد ، وكل شيء يفلقه الله. وأعوذ بالله تعالى خالق الكائنات من شر كل ما خلقه الله من جميع مخلوقاته. وفيه إشارة إلى أن القادر على إزالة الظلمة عن وجه الأرض ، قادر على دفع ظلمة الشرور والآفات والحسد والسحر والعين ونحو ذلك عن الإنسان.
أخرج الترمذي وحسنه ، والبيهقي ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : «كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يتعوذ من عين الجان ، ومن عين الإنس ، فلما نزلت سورتا المعوذتين أخذ بهما وترك ما سوى ذلك».
وأخرج مالك في الموطأ عن عائشة رضي الله عنها : «أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان إذا اشتكى ، يقرأ على نفسه بالمعوذتين وينفث ، فلما اشتد وجعه ، كنت أقرأ عليه ، وأمسح بيده ، رجاء بركتهما».
ثم بعد تعميم الاستعاذة من جميع المخلوقات ، خص بالذكر ثلاثة أشياء ، لأنها أعظم الشرور وهي :
ـ وأعوذ بالله من شر الليل إذا أقبل ، ودخل ظلامه في كل شيء ، وغشّى ما يحيط به ، لأن في الليل مخاوف ومخاطر من سباع البهائم ، وهوام الأرض ، وأهل الفسق والفساد.
ـ وأعوذ بالله من شر النفوس أو شر الساحرات ، لأنهن كن ينفثن (أي ينفخن) في عقد الخيوط ، حين يسحرن بها. فالنفاثات : صفة للنفوس رجالا أو نساء.