قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    التفسير الوسيط [ ج ٣ ]

    التفسير الوسيط

    التفسير الوسيط [ ج ٣ ]

    المؤلف :الدكتور وهبة الزحيلي

    الموضوع :القرآن وعلومه

    الناشر :دار الفكر ـ دمشق

    الصفحات :1071

    تحمیل

    التفسير الوسيط [ ج ٣ ]

    1066/1071
    *

    (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١) مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ (٢) وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ (٣) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ (٤) وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ (٥)) (١) (٢) (٣) (٤) (٥) [الفلق : ١١٣ / ١ ـ ٥].

    نزلت هذه السورة ـ كما جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها ـ في قصة سحر لبيد بن الأعصم اليهودي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. والنفاثات : بناته اللواتي كن ساحرات ، فسحرن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعقدن له إحدى عشرة عقدة ، فأنزل الله تعالى إحدى عشرة آية بعدد العقد ، هي المعوذتان ، فشفي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

    والنّفث : قيل : هو شبه النفخ دون تفل ريق ، والأصح أنه مع الريق. وهذا النفث : هو على عقد تعقد في خيوط ونحوها على اسم المسحور ، فيؤذى بذلك.

    وقصة هذا السحر : أن لبيد بن الأعصم اليهودي سحر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ولكن لم يؤثر السحر فيه وعوفي منه ـ سحره في جفّ (قشر الطلع) فيه مشاطة رأسه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأسنان مشطه ، ووتر معقود فيه إحدى عشرة عقدة مغروز بالإبر ، فأنزلت عليه المعوذتان ، فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ، ووجد صلى‌الله‌عليه‌وسلم في نفسه خفّة (نشاطا) حتى انحلت العقدة الأخيرة ، فقام ، فكأنما نشط من عقال. وجعل جبريل عليه‌السلام يرقى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فيقول : «باسم الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، من شر حاسد وعين ، والله يشفيك».

    وأنكر بعض المعاصرين هذه القصة ، ورأى أنها من مفتريات اليهود ، ليشككوا الناس في النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وليلصقوا به السحر ، لأن الله تعالى يقول عن رسوله : (وَاللهُ

    __________________

    (١) ألجأ إلى الله رب الفلق : كل ما يفلقه الله من النبات وعيون الماء والمطر والولد.

    (٢) الليل المظلم المشتد ظلامه.

    (٣) دخل ظلامه في كل شيء.

    (٤) السواحر ، جمع نفاثة ، والنفث عادة : النفخ مع ريق.

    (٥) جمع عقدة : وهي ما يعقد من حبل أو خيط ونحوهما.