ثم نفى الله تعالى عن ذاته مشابهة الحوادث فقال : (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) (٤) أي ليس لله أحد يساويه ، ولا يماثله ، ولا يشاركه ، وهذا متعدد الهدف ، فهو نفي لوجود الصاحبة ، وإبطال لما يعتقد به المشركون العرب ، من أن لله ندّا في أفعاله (والند : النظير والمثيل) حيث جعلوا الملائكة شركاء لله ، والأصنام والأوثان أندادا لله تعالى. فهذه السورة تتضمن أن الله واجب الوجود ، ويحتاج إليه كل شيء موجود ، وهو منزه عن كل ما لا يليق به ، وليس كمثله شيء.
ولهذه السورة نظائر أخرى ، منها آية : (بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [الأنعام : ٦ / ١٠١]. أي إنه مالك كل شيء وخالقه ، فكيف له من خلقه نظير؟!. جاء في صحيح البخاري : «لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله ، إنهم يجعلون له ولدا ، وهو يرزقهم ويعافيهم».