(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (١) اللهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (٤)) (١) (٢) (٣) [الإخلاص : ١١٢ / ١ ـ ٤].
أخرج أحمد والبخاري والترمذي وغيرهم عن أبي بن كعب رضي الله عنه : أن المشركين سألوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن نسب ربه ـ تعالى عما يقول الجاهلون ـ فنزلت هذه السورة. وأخرج ابن أبي حاتم وابن عدي والبيهقي في الأسماء والصفات ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن اليهود دخلوا على النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقالوا له : يا محمد ، صف لنا ربك وانسبه ، فإنه وصف نفسه في التوراة ونسبها ، فارتعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، حتى خرّ مغشيا عليه ، ونزل عليه جبريل عليهالسلام بهذه السورة : سورة الإخلاص.
وأخرج ابن جرير عن أبي العالية ، وعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال : قالت الأحزاب لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : انسب لنا ربك ، فأتاه الوحي بهذه السورة.
والمعنى : قل أيها الرسول لمن سألك عن صفة ربك ونسبته : هو الله أحد ، أي واحد فرد في ذاته وصفاته ، لا شريك له ، ولا نظير ، ولا عديل ، ليس كمثله شيء ، وليس مركّبا ولا متعددا ، و (هُوَ) مبتدأ أول ، و (اللهُ) مبتدأ ثان ، و (أَحَدٌ) خبره ، والجملة : خبر المبتدأ الأول ، والتصدير بضمير الشأن (هُوَ) للتنبيه على فخامة الكلام الآتي ، وبيان خطورته وروعته ، لأن الضمير يدعوك إلى ترقب ما بعده. فإذا جاء تفسيره وتوضيحه ، تمكن في النفس تمكنا تاما ، ولم يقل (الله الأحد) لأن المقصود إثبات أن الله جل جلاله واحد ، ليس متعددا في ذاته ، فلو قيل : (الله الأحد) لأوهم التعدد ، والمقصود نفي التعدد الذي كان المشركون يعتقدونه.
والله هو الصمد : أي المقصود وحده في قضاء الحوائج ، لأنه القادر على تحقيقها.
__________________
(١) واحد في ذاته وصفاته وأفعاله.
(٢) المقصود وحده في قضاء الحوائج.
(٣) مكافئا ومماثلا.