وهذه الأوصاف المادية مستمدة من صفات أهل السلطة والنفوذ من الملوك والأمراء والحكام. وفاتهم أن الرسالة الإلهية شيء آخر فوق البشرية ، ثم طعنوا في عقلية النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقالوا أي كفار قريش :
٦ ـ ما تتبعون إلا رجلا مسحورا ، مختل العقل ، لا يدرك ما يقول ، فكيف يطاع فيما يأمر؟! أجاب الله تعالى عن هذه الشبهات ببيان التعجب من طرحها ، قائلا : انظر أيها النبي مسريا عن نفسك ، ومتعجبا لما يقول هؤلاء المشركون ، وتأمل بتلك الأمثلة والأشباه ، فهي أقوال باطلة ، وأوصاف مفتراة ، فلا يجدون طريقا للهدى والاستقامة ومعرفة الحق. إنهم أخطئوا الطريق فلا يجدون سبيلا لهداية ، ولا يطيقونه لتلبسهم بضده من الضلال.
إن شبهات مشركي مكة حول النبي ضعيفة ساقطة ، لا تستحق الرد العلمي عليها ، وجوابها إجمالا ما سبق ، وأما تفصيلا فهو :
تعاظم الله وتكاثر خيره ، فهو سبحانه إن شاء وهب لك في الدنيا خيرا مما اقترحوا أو طلبوا ، وهو أن يعجل لك مثلما وعدك به في الآخرة من الجنات التي تجري من تحتها الأنهار ، ومن القصور الشامخة النادرة ، وأن يؤتيك خيرا مما يقولون في الدنيا ، ويكون أفضل وأحسن. ولكن الله تعالى ادخر لك العطاء في دار الآخرة الخالدة ، لا في الدنيا الزائلة ، حتى لا تشتغل بالدنيا عن الدين ، وأداء مهمة تبليغ الرسالة ، وما عند الله خير وأزكى ، وأدوم وأبقى.