هذه الأدلة الحسية البسيطة ، يستطيع كل إنسان معرفتها ، وإدراك ما فيها من عظمة ، ودقة ، وإرشاد إلى وجود الله ، والتعرف على قدرته.
ضلال المنافقين والكافرين
من العجب الواضح أن بعض الناس يصرون على ضلالهم وكفرهم ، على الرغم من الآيات الكونية الحسية والمعنوية الدالة على وجود الله وقدرته وتوحيده ، وهؤلاء هم المنافقون وبعض الكافرين ، فإن خلق الإنسان والحيوان وخلق الكائنات دليل ساطع على وجود الله وتوحيده ، ومع ذلك ترى المنافقين يرفضون في أعماق قلوبهم الإقرار الصادق بالدين الحق ، ويتظاهرون بالإسلام ، ويبطنون الكفر والعداء ، قال الله تعالى واصفا مرض أولئك المنافقين :
(وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللهُ ما يَشاءُ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤٥) لَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٤٦) وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (٤٧) وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (٤٨) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (٤٩) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٥٠)) (١) (٢) [النور : ٢٤ / ٤٥ ـ ٥٠].
الدليل الرابع على وجود الله وتوحيده : خلق أنواع الدواب من الماء ، الذي هو أصل الخلقة الأول ، وتوقف حياة الحيوان عليه ، وأن خلقة كل حيوان فيها ماء ، وللدواب أنواع ، فمنها ما يمشي زحفا على بطنه كالزواحف ، ومنها ما يمشي على
__________________
(١) منقادين مطيعين.
(٢) أن يجور.