ثم مهدت الآية للرد على المشركين في استعجالهم العذاب ، وطلبهم آية مقترحة ، فهي مقرونة بعذاب مجهّز إن كفروا بعد ذلك ، ومضمون الآية : أن الإنسان خلق متعجلا الأمور ، وكأن هذا جزء من تكوينه وفطرته ، كما قال سبحانه : (وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً) [الإسراء : ١٧ / ١١]. أي في الأمور ، فإن المشركين يستعجلون عذاب الله وآياته الملجئة إلى الإيمان والإقرار بالعبودية ، وبرسالة محمد صلىاللهعليهوسلم.
روي أن الآية نزلت في النضر بن الحارث الذي استعجل العذاب الذي هدد به النبي قومه ، إنهم يستعجلون العذاب ، ويقولون على سبيل الاستهزاء بالنبي وصحبه المؤمنين : متى وقت حدوث عذاب النار الذي تهددوننا به ، إن كنتم صادقين في وعدكم وقولكم؟! والمراد نهيهم عن الاستعجال ، وزجرهم.
لو يعلم الذين كفروا نوع العذاب المنتظر في الآخرة في الوقت الذي لا يتمكنون من منع العذاب عن وجوههم وظهورهم ، ولا يجدون ناصرا لهم ينجيهم ، لو يعلمون لما قالوا ذلك ، ولم يستعجلوا العذاب.
بل تأتيهم النار أو الساعة فجأة ، فتدهشهم وتحيرهم ، فلا يستطيعون صرفها عن أنفسهم ، ولا هم يؤخرون لتوبة أو اعتذار.
ولقد استهزأ الكفار الماضون بالرسل السابقين من قبلك ، أيها الرسول ، فأحاط بالذين سخروا واستهزءوا برسلهم العذاب الذي أنذرتهم به الرسل ، جزاء استهزائهم.
الحراسة المطلقة لله من البأس والشدة
يتعرض الإنسان أحيانا للأحداث الجسام والوقائع العظام بقضاء الله وقدره ولحكمة بالغة ، قد تكون قصاصا في الدنيا ، وقد تكون تنبيها وتحذيرا ، وقد تكون عبرة وابتلاء واختبارا ، ولكن في غالب الأحوال يكون الإنسان عادة في كلاءة الله