أفتتبعونه ، فتكونون كمن يأتي السحر ، وهو يعلم أنه سحر ، أو أتصدقون بالسحر ، وأنتم تشاهدون أنه سحر؟! فهم يتهمون النبي صلىاللهعليهوسلم بأنه ساحر.
قال الرسول بتعليم الله : لا تخفوا ما تقولون ، فإن الله ربي وربّكم يعلم ذلك ، لا يخفى عليه خافية من أمر السماء والأرض وما يحدث بينهما من أقوال وأفعال ، وهو الذي أنزل القرآن العظيم ، وهو السميع لأقوالكم العليم بأحوالكم ، وفي هذا تهديد لهم ووعيد.
ثم اشتط مشركو قريش فقالوا عن رسول الله : إن ما يحدث به عن الله مجرد تخاليط أحلام ، رآها في المنام ، بل إنه افتراه واختلقه من عند نفسه. ولما فرغوا من ترداد هذه المزاعم قالوا : إن كان محمد صادقا في أنه رسول من عند الله أو أن القرآن كلام الله ، فليأتنا بآية مادية غير القرآن ، كناقة صالح ، وعصا موسى ، وإبراء الأكمة والأبرص وإحياء الموتى من عيسى.
ثم كشف الله حقيقة ادعاءاتهم ومطالبهم : أنهم يصدرون عن غير إيمان ، فما أتينا أهل قرية أو مدينة بعث إليهم رسول من آية ، فآمنوا بها ، بل كذبوا ، فأهلكهم الله بكفرهم ، أفهؤلاء أهل مكة يؤمنون بالآيات لو رأوها دون أولئك؟! إنهم جماعة مكابرون ، لا يؤمنون بشيء مهما جاءتهم الآيات.
بشرية الرسل
كانت اتهامات الرسل من أجل التهرب من الإيمان برسالاتهم غريبة وعجيبة ، فمرة يوصفون بالسحر أو الجنون أو الكهانة ، ومرة يستنكر كونهم من البشر حين رؤيتهم يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ، وحين يفلس المكابرون والمعارضون الألداء من صدّ الناس عن الإيمان برسالة الرسول ، يلجأون إلى التهديد بالقتل أو