ذلك النفاق ثابتا متمكنا ملازما قلوبهم إلى يوم الحساب في الآخرة ، أي أنهم ماتوا منافقين.
وذكر الله تعالى سببين للموت على النفاق : وهما إخلاف الوعد والكذب ، فقال سبحانه : (بِما أَخْلَفُوا اللهَ ما وَعَدُوهُ وَبِما كانُوا يَكْذِبُونَ) لقد أخلفوا ما وعدوا الله تعالى من التصدق والصلاح ، وكذبوا بنقضهم العهد وترك الوفاء بما التزموه. ثم وبخ الله تعالى هؤلاء المنافقين بأن الله يعلم السر وأخفى ، ويعلم ما يسرونه من الكلام ، وما يتناجون أو يتحدثون به من الطعن في الدين ، والله أعلم بما في نفوسهم مما يضمرونه من حقد وكراهية ، يعلم كل غيب وشهادة ، وكل سر ونجوى ، وينطبق عليهم تماما قوله صلىاللهعليهوسلم فيما يرويه ابن أبي شيبة وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عمر : «ثلاث من كن فيه كان منافقا خالصا : إذا وعد أخلف ، وإذا حدث كذب ، وإذا اؤتمن خان» وهذا الحديث وأمثاله في المنافقين الذين كانوا في عصر النبي صلىاللهعليهوسلم ، الذين شهد الله عليهم. وصدور هذه الخصال من بعض المسلمين باعتبار النفاق اللغوي أو الاجتماعي ، وأنها معاص لا نفاق في العقيدة ، وأن هذه الخصال تشبه أفعال المنافقين.
جزاء المنافقين في الدنيا والآخرة
ينفر المجتمع وأهل الطبع السليم النقي من النفاق والمنافقين ، لأن النفاق مرض خبيث وآفة خطيرة تجمع في مضمونها ضعف النفس ولؤم الطبع ، وتبييت الغدر ومحاولة الطعن بغيرهم من المجتمع والأفراد ، فلا يطمئن لهم إنسان ، ولا يحمد لهم فعال ، وهم أعداء الباطن والداخل ، فيجب الحذر منهم والبعد عنهم ، قال الله تعالى واصفا طباعهم :