٣ ـ والذين هم يتوكلون على ربهم وحده ، وإليه يلجأون ولا يرجون غيره ، ولا يقصدون إلا إياه ، ولا يطلبون الحوائج إلا منه ، ولكن ذلك التوكل ليس بمعنى التواكل وإنما التوكل يكون بعد اتخاذ الأسباب من عمل وسعي وجدّ واجتهاد ، أما ترك الأسباب أو الوسائل المطلوبة عقلا وعادة فهو جهل بمفهوم التوكل.
٤ ـ والذين يقيمون الصلاة ، أي يؤدونها كاملة الأركان والشروط من قيام وركوع وسجود وتلاوة وأذكار ، في مواقيتها المحددة لها شرعا ، مع خشوع القلب ، وسكون النفس ، ومناجاة الرحمن ، وتدبر قراءة القرآن.
٥ ـ والذين ينفقون بعض أموالهم في سبيل الله ، سبيل الخير ومن أجل مصلحة الأمة وفي سبيل تقويتها وانتشال المحتاجين من وهدة الفقر وألم الحرمان ، والإنفاق يكون بإخراج الزكاة المفروضة ، وأداء الصدقات التطوعية ، والنفقات الواجبة على الأهل والقرابة القريبة كالآباء والأمهات ، والمندوبة للقرابة البعيدة ومن أجل تحقيق مصالح الأمة وجهاد العدو ، فإن الأموال وودائع وأمانات ثقيلة عند الإنسان ، لا بد أن يفارقها يوما ما.
وجزاء هؤلاء المؤمنين المتصفين بالأوصاف الخمسة المتقدمة أنهم دون غيرهم المؤمنون حق الإيمان ، ولهم درجات أي منازل متفاوتة في الجنان بحسب أعمالهم ونواياهم ولهم مغفرة ، أي يغفر الله لهم السيئات ، ويشكر لهم الحسنات ، ولهم رزق كريم وهو ما أعد لهم من نعيم الجنة ، والكريم : وصف لكل شيء حسن.
خروج المسلمين إلى موقعة بدر
من الطبيعي أن يتهيب المسلمون في أول لقاء لهم مع معسكر قريش ، بسبب قلتهم وضعف استعدادهم وقلة إمكاناتهم ، وكثرة عدوهم وقوته ووفرة أسلحته ، لذا كان