عليم بهم ، لا ينساهم ولا يهملهم ، فالجزاء الحسن لهم حق ، والله القادر على كل شيء ، البصير بأعمال العباد ، فقوله تعالى : (وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ) وعد ووعيد.
إن عدل الله الشامل أن يظهر الأخيار ويتولاهم برعايته وتأييده ، ويبعد من ساحته الفجار والأشرار والحاقدين والمعاندين ، لذا أنصف الإسلام غير المسلمين ، فحكم بإيمان بعضهم بالقرآن ، وأشاد بقيامهم بالأعمال الصالحة ، حيث أصلحوا أنفسهم ، وجاهدوا في إصلاح غيرهم ، وقاوموا دعوة الفساد والانحراف ، وكانوا دعاة حق وخير ، وبناة صالحين لمجد أمتهم ، وتقدم دولة الحق والخير والتوحيد.
جزاء الضلال
أقام الله السماوات والأرض وأوجد من فيهما بالحق والعدل ، والعادل لا يقبل الظلم ولا جحود النعمة وكفرانها ، وإنما يطلب الله العادل من عباده أن يشكروه على نعمه الكثيرة فلا يكفروه ، وأن يؤمنوا به لأنه الخالق المبدع ، لا أن يكذّبوا بوجوده وعدله ووحدانيته.
فالمؤمن الصادق الإيمان يقرّ بوجود الله ويشكر نعمة الله عليه لأنه أوجده وسوّاه ، ورزقه وصانه في حياته ، وأما الكافر الذي ينكر وجود الله أو وحدانيته ولم يشكر نعم الله عليه ، فهذا منتكس الفطرة ، ليس لديه وفاء للمعروف ولا تقدير للمنعم.
وكثيرا ما عقد القرآن الكريم المقارنة بين المؤمنين والكفار ، والأتقياء والفجار ، والمصلحين والمفسدين ، لينبّه العباد ويحذرهم ، ويرغب الناس بالإيمان والصلاح ، وينفرهم من الكفر والفساد.
وكثيرا ما افتخر الكفار ويفتخرون بقولهم : نحن أكثر أموالا وأولادا وزينة في