أجل! إن الأمة الإسلامية خير الأمم بسبب إيمانها الصحيح التام بما أنزل الله في كتبه ، وبسبب قيامها بمهمة إصلاح المجتمع وحرصها على الفضيلة ، وأصول الإصلاح ثلاثة كما ذكرت آية (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ) : وهي الإيمان بالله وكبته ورسله واليوم الآخر ، ومنه الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس ، والأمر بالمعروف المتفق مع الشرع والعقل والعرف الصحيح والنهي عن المنكر ، وهو كل قبيح ينهى عنه الشرع ويستقبحه العقل السليم والعرف الصحيح.
مؤمنو أهل الكتاب
لا نجد في الإسلام أي سمة للتعصب والميل والمحاباة للمسلمين على حساب غيرهم ، لأن الإسلام ذو قيمة ذاتية خالدة ، ورسالة سامية ، يترفع عن التأثير بالعصبيات ، أو ممالأة الأتباع على حساب الحق والعدل.
لذا أنصف القرآن أهل الكتاب إنصافا عاليا رفيع المستوى ، فأقرت آيات القرآن بوجود فئة أمينة من أهل الكتاب تؤتمن على القليل والكثير ، وأعلنت آي القرآن عن وجود جماعة مؤمنة صالحة مستقيمة عادلة ، تؤمن بالله واليوم الآخر ، وترعى الذمم ، وتحترم القيم ، وتأمر بالمعروف ، وتنهى عن المنكر ، وتبادر إلى فعل الخيرات ، وهؤلاء الصالحون هم الذين ماتوا قبل مجيء الإسلام وظهور شرائعه ، أو أدركوا الإسلام ، فدخلوا فيه. وغيرهم جماعة فاسقون خارجون عن حدود الله.
قال الله تعالى : (لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (١١٣) يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ (١) (٢)
__________________
(١) أي مستقيمة عادلة.
(٢) أي ساعات الليل.