إسحق : (يخطّف) بنصب الخاء وتشديد الطاء ؛ أي يختطف ؛ فأدغم. قوله تعالى : (كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ) ؛ أي كلّما أضاء البرق للمسافرين مشوا في ضوئه ، (وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا ،) بقوا في ظلمة القبر. وفي مصحف عبد الله : (مضوا فيه).
قوله تعالى : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ.) أي لذهب بسمع المسافرين بالرعد وأبصارهم بالبرق ؛ كذلك لو شاء الله لذهب بسمع المنافقين وأبصارهم بزجر القرآن ووعده ووعيده والبيان الذي فيه وجعلهم صمّا وعميا في الحقيقة عقوبة لهم. وقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٢٠) ؛ أي من إذهاب السّمع والبصر.
قوله عزوجل : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (٢١) ، قال ابن عبّاس : ((يا أيّها النّاس) خطاب لأهل مكّة ؛ و (يا أيها الذين آمنوا) خطاب لأهل المدينة). وهو ها هنا عامّ ؛ وقوله تعالى : (اعْبُدُوا رَبَّكُمُ) أي وحّدوه وأطيعوه. وقوله تعالى : (الَّذِي خَلَقَكُمْ) أي أوجدكم وأنشأكم بعد أن لم تكونوا شيئا. وقوله تعالى : (وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) أي وخلق الذين من قبلكم. (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) أي لكي تنجوا من العذاب والسّخط. قال سيبويه : (لعلّ وعسى حرفا ترجّ) وهما من الله تعالى واجبان.
قوله تعالى : (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً وَالسَّماءَ بِناءً.) أي هو الذي جعل ؛ وقيل : اعبدوا ربّكم الذي جعل لكم الأرض فراشا أي بساطا ؛ وقوله تعالى : (وَالسَّماءَ بِناءً) إنّما أطلق البناء على السماء دون الأرض ؛ لأنّ خلقها بعد خلق الأرض. قال الله تعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَ)(١) قال ابن عباس : (كلّ سماء مطبقة على الأخرى كالقبّة ؛ وسماء الدّنيا ملتزقة أطرافها بالأرض).
__________________
ـ (كاد) مثبتة فإن خبرها منفي في المعنى لا محالة ؛ لأنّها للمقاربة ، فإذا قلت : كاد زيد يفعل ، كان معناه قارب الفعل إلا أنه لم يفعل ، فإذا نفيت انتفى خبرها بطريق الأولى ؛ لأنه إذا انتفيت مقاربة الفعل انتفى الفعل من باب أولى ، وفيه تفصيل.
(١) البقرة / ٢٩.