وقال صلىاللهعليهوسلم : [من قرأ سورة البقرة وآل عمران جعل الله له يوم القيامة جناحين يطير بهما على الصّراط كالبرق الخاطف](١). وقال صلىاللهعليهوسلم : [تعلّمها بركة ، وتركهما حسرة ، ولا تستطيعهما البطلة](٢) يعني السّحرة.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قوله عزوجل : (الم) (١) ؛ اختلفوا في تفسير (الم) وسائر حروف التهجّي ، وروي عن عمر وعثمان وابن مسعود : (أنّ الحروف المقطّعة من المكتوم الّذي لا يفسّر). ووافقهم في ذلك الشعبيّ (٣) ؛ وقال : (إنّ لله تعالى سرّا في كتبه ؛ وإنّ سرّه في القرآن الحروف المقطّعة) وقال بعضهم : إنّها من المتشابهات التي استأثر الله بعلمها فنحن نؤمن بتنزيلها ونكل إلى الله تأويلها. وقال عليّ رضي الله عنه : (لكلّ شيء صفوة ؛ وصفوة هذا الكتاب حروف التّهجّي).
__________________
ـ ومنبع الفوائد : كتاب التفسير : باب في فضل القرآن : ج ٧ ص ١٥٩ ؛ قال : «رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح».
أما في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : ج ٦ ص ٣١٣ ، فإنه قال : «عن ابن عباس ... رواه الطبراني ، وفيه عاصم بن هلال البارقي ، وثقه أبو حاتم وغيره ، وضعفه ابن معين وغيره ، وعبد الرحمن بن خلال وعمرو بن مخلد الليثي لم أعرفهما. وقد روى الطبراني في الأوسط عن أنس نحوه ، وفيه مبارك بن سحيم ، وهو متروك». وليس كما قال فإسناد الحديث عند الطبراني في الأوسط قال : «حدثنا المقدام قال : حدثنا أسد بن موسى ، قال : حدثنا الضحاك عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم» وليس في الإسناد من ذكر ، ولعله نقله من موضع آخر ، والله أعلم. أما حديث أنس فسيأتي إن شاء الله.
(١) في الدر المنثور في التفسير المأثور : ج ١ ص ٥٥ ؛ قال السيوطي : «أخرجه أحمد والحاكم في الكنى عن عائشة عن النبي صلىاللهعليهوسلم».
(٢) هو شطر من الحديث السابق قبل الأخير.
(٣) الشعبي : هو عامر بن شراحيل الحميري الشعبي ، أبو عمرو الكوفي ، الإمام العلم ، ولد لست سنين خلت من خلافة عمر رضي الله عنه ، روى عن جمع من الصحابة ، منهم علي وابن مسعود رضي الله عنهما ، ولم يسمع منهما ، وروى عن أبي هريرة وعائشة وجرير وابن عباس وخلق كثير ، قال : «أدركت خمسمائة من الصحابة». توفي سنة ثلاث ومائة من الهجرة. قال ابن عيينة : «كانت الناس تقول : ابن عباس في زمانه ، والشعبي في زمانه». ترجم له ابن حجر في تهذيب التهذيب : الرقم (٣١٧٥) : ج ٤ ص ١٥٦.