بدراسة العلوم الدينية ابتلي أهل سامراء بالوباء () والطاعون بحيث كان يموت كل يوم جماعة ، وفي يوم كنا مع جماعة من أهل العلم في بيت أستاذي المرحوم السيد محمد الفشاركي أعلى الله مقامه ، وعلى حين غرّه جاء المرحوم الميرزا محمد تقي الشيرازي رحمه الله تعالى (وكان مقامه العلمي بمستوی المرحوم الفشاركي) وجرى حديث الطاعون والوباء وإن الجميع متعرضون لخطر الموت ، وحينها قال المرحوم الميرزا : إذا حكمت بأمر فهل يلزمكم الممل به أم لا؟ فسلّم جميع حضار المجلس واجابوا بالموافقة والقبول.
ثم قال بعد ذلك : حكمت على جميع الشيعة القاطنين مدينة سامراء أن يقرأوا زيارة عاشوراء من هذا اليوم وإلى عشرة أيام ، ويهدوا ثوابها إلى روح السيدة نرجس سلام الله عليها اُمّ الإمام الحجة بن الحسن عليهالسلام لأجل أن يرفع البلاء عنهم. فأوصل حضّار المجلس هذا الحكم إلى جميع الشيعة ، والتزم الجميع بقراءة زيارة عاشوراء في تلك المدة. ومن اليوم الثاني توقفت الخسائر في الشيعة بينما كان يموت يومياً عدة من أهل الخلاف بشكل واضح مما جعل بعضهم يسال مَنْ يعرفونهم من الشيعة عن سبب توقف التلف فيهم. فقالوا لهم بأن السبب في ذلك هو زيارة عاشوراء. فالتزم أولئك بقرائتها فرفع عنهم البلاء أيضاً.
وقال سماحة الشيخ فريد (سلّمه الله تعالی) وكلما اصابتني شدَّة تذكرت أمر المرحوم الشيخ فأهتم بزيارة عاشوراء من بداية شهر محرم فتنفرج عني الشدَّة بيوم الثامن بشكل إعجازي خارق للعادة (٢).
ثم قال المرحوم دستغيب ما تعريبه : (ولا شك أن مقام الميرزا الشيرازي هو فوق أن يقول شيئاً من عنده ، وبما أن هذا التوسل (يعني زيارة عاشوراء لمدة عشرة أيام) لم يرد في رواية عن المعصوم عليهالسلام ، فلعله حصل عليها من رؤيا صادقة أو مكاشفة أو مشاهدة للإمام عجّل الله تعالی فرجه وأعطاه هذا العمل بحيث أثر ذلك الأثر.
ونقل المرحوم الحاج الشيخ محمد باقر شيخ الإسلام : إنه كان للمرحوم
__________________
(١) المقصود بالوباء مرض الكوليرا.
(٢) داستانهاي شگفت / ص ٣٢٣ ـ ٣٢٤.