سلاطين الدولة العثمانية ، وغيرهم ، ومبرزا لاهتماماته بثورة الزنج ،
وتاريخ القرامطة ، وغيلان الدمشقي؟! وما أسباب هذا النهج المشوه في البحث ،
والاهتمام إلّا حقد متكامل ، وعنفوان باطل تمتلئ به قلوب هؤلاء على الإسلام ؛
تشويها لنقائه ، وتمويها لحقائقه ، ونيلا من حكامه ، وطمعا في رضا أساتذتهم ، وعلى
رأسهم ساحر العلمانية مصطفى كمال أتاتورك ؛ والذي يسير حسين أحمد أمين على هديه ،
وخطاه. وأتاتورك هذا هو الذي يلخص منهجه العلماني في محاربة الإسلام بقوله : «إنّ
الأمّة التي تصر على التمسك بأساطير لا أساس لها من الواقع ، من الضعف بل من
المستحيل أن تتقدم».
ونحن بدورنا
نتساءل بعجاله : أيّة أساطير هذه التي يتكلم عنها عميل الماسونية أتاتورك؟!! أهي
تعاليم الإسلام التي أوجدت الأتراك ، وأقام بها عثمان أوّل ، وأقوى دولة تركية على
الإطلاق؟!! أهي أحكام الإسلام التي استند إليها سلاطين بني عثمان ـ وعلى رأسهم
سليم الأوّل ـ والذي حكم الشرق ، والغرب بها في يوم من الأيام؟!! وسجد لله شكرا
على توفيقه له في فتح مصر ، والشام؟!! أليست تعاليم الإسلام هي التي أنجبت محمد
الفاتح من بين سلاطين عثمان جعل منها دستوره في تحطيم قوى الظلم ، والطغيان ، وسار
على هديها في فتح القسطنطينية ، وجاءت سيرته وفتوحاته تصديقا للسنّة النبوية ،
وبأنّ القسطنطينية ستفتح من قبل أحد القواد المسلمين. وذكر الحديث الشريف : نعم
الأمير أميرها ، ونعم الجيش كذلك؟!! أليست أنظمة الإسلام التي سار على هديها
سلاطين بني عثمان في حكمهم ، وعدلهم ، وجهادهم ، واستشهادهم في سبيل الله ، وعلى
رأسهم السلطان محمود الذي نال الشهادة ، وهو يتفقد قتلى إحدى معاركه في المجر؟!!
وأخيرا أليست شريعة الإسلام التي تربّى على هداها سلاطين بني عثمان في إخلاصهم
وتفانيهم في خدمة الإسلام ، والمسلمين ، ومنهم آخرهم السلطان عبد الحميد الذي يذكر
له التاريخ تمسكه ببلد الإسراء والمعراج ، بلد بيت المقدس فلسطين ، وعدم تفريطه
بها للصهاينة ، والصليبيين؟!!.