لبئر «رومه» وهبته لها للمسلمين ، والذي نال بمثاليته حسن مروءة الكرم والسخاء. وكما ورد في الحديث الشريف : «ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم» على أثر تجهيزه لجيش العسرة في سبيل الله. والذي نال مكارم الحياء ، والأخلاق ، كما ورد في الحديث الشريف : «ألا أستحي من رجل تستحي منه ملائكة الرحمن». عثمان بن عفان الحيي البكّاء ، والذي وصلت مثالية حكمه بقاع الأرض من أدناها إلى أقصاها. وتجاهلهم كذلك لمثالية حكم علي بن أبي طالب العالم الورع ، والذي قال فيه الرسول «صلىاللهعليهوآلهوسلم» : «أنا مدينة العلم ، وعلي بابها» ، والذي قال فيه الرسول «صلىاللهعليهوآلهوسلم» : «ألا ترضى أن تكون مني كمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي» ، علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ والذي تمثلت مثالية حكمه بالشجاعة ، والقضاء ، وكما ورد في معنى الحديث الشريف : «لأعطين الراية غدا إلى رجل يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ، ورسوله. فبات النّاس يدركون ليلتهم أيهم يعطاها. فلما كان الصباح ، اجتمع النّاس بباب خيمة الرسول «صلىاللهعليهوآلهوسلم» كلهم يرجو أن يعطها. يقول عمر : ظننت أنّه يبحث عني ، فأخذت أتطاول على رءوس أصابعي. فنظر إلي ثم حول بصره عني ، فعلمت أنّه لست أنا. فقال «صلىاللهعليهوآلهوسلم» أين علي بن أبي طالب؟!! قالوا : هو مريض يشتكي عينيه. فقال : أرسلوا له. فلما جاء تفل الرسول «صلىاللهعليهوآلهوسلم» في عينيه ، ودعا له ، وسلمه الراية ، وقال له : اذهب ، فقاتل. ففتح الله على يديه الحصن» وكان ذلك أثناء غزوة خيبر.
هؤلاء الخلفاء الراشدون ، والذين تجاهلهم العلمانيون ، وانفرد كبيرهم الذي علمهم السحر فؤاد زكريا الطبيب الفيلسوف بأحدهم ، وهو عمر بن الخطاب ، والذين وردت الأحاديث الشريفة بتزكيتهم ، وسمو مثاليتهم ، وعلو شخصياتهم ، فكانوا أعلاما فريدين أيضا. وكما ورد في الحديث الشريف ما يفيد : «أرحم أمتي بأمّتي أبو بكر ، وأقواهم في دين الله عمر ، وأشد امتي حياء عثمان ، وأعلمهم بالفرائض علي بن أبي طالب ، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ، وأقرؤهم لكتاب الله عبد الله بن مسعود. ولكل أمّة أمين ، وأمين هذه الأمّة أبو عبيدة» ؛ وتجاهل