رونالد جود (RonaldGood) في كتابه : جغرافية نباتات الزهور (GeographyoffloweringPlants) إلى أن يقول :
«لقد اتفق علماء النباتات على النظرية القائلة بأنه لا يمكن تفسير ظاهرة وجود نباتات متماثلة في مختلف قارات العالم إلا إذا سلمنا بأن أجزاء الأرض هذه كان بعضها متصلا ببعض في وقت من الأوقات».
وقد أصبحت هذه النظرية علمية تماما بعد تصديق «الجاذبية الحجرية» لها (MagnetismFossil) ، فإن العلماء اليوم ـ بعد دراسة اتجاهات ذرات الحجارة ـ يستطيعون تحديد موقع أي بلد وجدت به هضبة تلك الحجارة في الزمن القديم. وقد أكدت هذه الدراسة في «الجاذبية الأرضية» أن أجزاء الأرض لم تكن موجودة في القديم بالأمكنة التي توجد بها اليوم ، وإنما كانت في ذلك المكان الذي تحدده «نظرية تباعد القارات» وفي هذا الأمر يقول البروفيسور بلاكيت (١) :
«إن دراسة أحجار الهند تبين أنها كانت توجد في جنوب خط الاستواء قبل سبعين مليون سنة ، وهكذا تثبت دراسة جبال جنوب إفريقيا أن القارة الإفريقية انشقت عن القطب الجنوبي قبل ثلاثمائة مليون سنة» (٢).
لقد ورد في الآية المذكورة آنفا لفظة «الدحو» ، ومعناه تسوية الشيء ونثره ، كما يقال : «دحا المطر الحصى عن وجه الأرض» ، وهذا هو نفس مفهوم الكلمة الإنجليزية : «Drift» التي استخدمت في التعبير عن النظرية الجغرافية الحديثة.
لسنا نملك أمام هذا التوافق المدهش بين ما ورد في الماضي البعيد ، وما اكتشف بالأمس القريب ـ إلا أن نؤمن بأن هذا الكلام
__________________
(١) P.M.S.Blacketأستاذ الطبيعة في الكلية الملكية بلندن ـ المعرب.
(٢) أنظر للتفصيل : ريدرز دايجست ، عدد يونيه (حزيران) من عام ١٩٦١.