وعلى كل حال ، لا توجد نظرية ـ في ضوء المعلومات الحالية للإنسان ـ لتقوم بتفسير الوديان البحرية ، وهذه المغارات الدائمة البرودة ، والتي توجد في ظلام حالك ، وتحت ضغط قدره سبعة أطنان على كل بوصة ـ لا زال ذلك كله لغزا أمام الإنسان ، كألغاز البحر الأخرى» (١).
وقد جاء في القرآن الكريم أنه قد مضى على الأرض زمن طويل سواها الله خلاله ، قال تعالى : (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها (٣٠) أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها) سورة النازعات الآيات ٣٠ ـ ٣١.
وهذه الآية الكريمة تطابق مطابقة عجيبة أحدث الكشوف العلمية ، وهو : «نظرية تباعد القارات» أو انتشارها (TheoryofDr iftingContinents).
ومغزى هذه النظرية : أن جميع القارات كانت في وقت من الأوقات أجزاء متصلة ، ثم انشقت ، وبدأت «تنقذف» ، أو تنتشر من تلقاء نفسها ، وهكذا وجدت قارات تحول دونها بحار واسعة.
وقد طرحت هذه النظرية في العالم عام ١٩١٥ ، لأول مرة ، حين أعلن خبير طبقات الأرض الألماني الأستاذ «ألفريد واجنر» أنه لو قربت القارات جميعا ، فسوف تتماسك ببعضها ، كما يحدث في ألعاب الألغاز التي تسمى JigsawPuzzle. ويمكن مشاهدتها في الأشكال الثلاثة ، التي تبين هذه النظرية «أنظر ص ١٣١».
وهناك شبه كبير يوجد على سواحل البحار المختلفة ؛ كأن نجد جبالا متماثلة عمرها الأرضي (واحد) ، وكأن نجد فيها دواب ، وأسماكا ونباتات متماثلة أيضا! وهذا هو ما دفع عالم النباتات البروفيسور
__________________
(١). ١٩٥٥ ،.N.Y) ، TheWorldWeLiveIn.