الكريمة السابقة في قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) يكون التقدير والمعنى : آتينا قوم موسى التوراة فحذف المفعول الأول «قوم» المضاف.. وحلّ المضاف إليه «موسى» محلّه والضمير في «لعلهم يهتدون» يعود إلى قوم موسى.. ولا يعود أو لا يرجع الضمير إلى فرعون وملئه لأن التوراة انّما أوتيها موسى أي وقومه بعد إغراق فرعون وملئه.
(وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ) (٥٩)
هذه الآية الكريمة تعرب إعراب الآية الكريمة السابقة أي الثامنة والخمسين. لا : نافية لا عمل لها والجملة الفعلية «يشركون» في محل رفع خبر «هم» بمعنى : من أجل ربهم.
(وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ) (٦٠)
(وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ) : معطوفة على الاسم الموصول في الآية الكريمة السابقة ويعرب مثله. يؤتون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
(ما آتَوْا) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به بمعنى والذين ينفقون الذي. آتوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة ولاتصال الفعل بواو الجماعة وبقيت الفتحة دالة على الألف المحذوفة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى : يعطون من أموالهم ما أعطوا.
(وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال من ضمير «آتوا» قلوب : مبتدأ مرفوع بالضمة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. وجلة : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة.
(أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل وفتحت همزة «أنّ» لأنها مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل جر بحرف جر محذوف. التقدير : من أنّهم أو لأنهم. و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على