خمسة أنهار هي : نهرا دجلة والفرات وسيحون ـ نهر السند ـ وجيحون ـ نهر بلخ ـ والنيل ـ نهر مصر ـ أنزلها الله سبحانه من عين واحدة من عيون الجنة.. فاستودعها الجبال وأجراها في الأرض وجعل فيها منافع للناس في أصناف معايشهم.
** (وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ) : وإنّا على إنضابه وتغويره في الأرض لقادرون. وجاءت لفظة «ذهاب» بفتح الذال لأنها مصدر الفعل «ذهب» بمعنى : مرّ.. مضى.. ويقال في التعدية ذهبت به وأذهبته.. ويقال : ذهب في الأرض ذهابا وذهوبا ومذهبا وذهب مذهب فلان بمعنى : قصد قصده وطريقته.. وذهب في الدين مذهبا : بمعنى : رأى فيه رأيا. وقال السرقسطيّ : المعنى : أحدث فيه بدعة. ومن الخطأ لفظها «أي ذهابا» بكسر الذال على هذا المعنى لأن اللفظة بكسر الذال تعني جمع «ذهبة» وهي قطعة من الذهب وتعني أيضا : التبر وهو تراب معدن الذهب أو كل ما له علاقة بالذهب قبل ضربه وصوغه.. أمّا الفعل «ذهب» بكسر الهاء فمعناه : وجد الذهب.
** (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة العشرين. المعنى : وأنشأنا بهذا الماء شجرا مباركا وهو شجر الزيتون الذي يخرج في طور سيناء «طور سينين» عند مناجاة موسى ربّه.. لقد عظم الله ـ كما يقول المصحف المفسّر ـ من شأن الزيت والزيتون بإفراد شجرته بالذكر.. وإنها من الوجهة الطبية والغذائية جديرة بهذه الكرامة. و «سيناء» أضيف إليها «طور» ويجوز أن تكون الكلمة مركبة من مضاف ومضاف إليه على أنه اسم جبل. وقال الجوهريّ : طور سيناء ـ بكسر السين ـ هو جبل بالشام وهو طور أضيف إلى سيناء وهي شجر وكذا «طور سينين» قال الأخفش : سينين : شجر.. واحدتها : سينينة. قال : وقرئ «طور سيناء» و «سيناء» بفتح السين وكسرها. والفتح أجود في النحو. وقال أبو عليّ : إنّما لم يصرف لأنه جعل اسما للبقعة.
** (أَفَلا تَتَّقُونَ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الثالثة والعشرين. المعنى والتقدير : أفلا تخافون أن ترفضوا عبادة الله الذي هو ربكم وخالقكم ورازقكم وحذف مفعول «تتقون» المتعدي إلى المفعول وهو المصدر المؤوّل من «أن ترفضوا عبادة الله» أو بمعنى : أفلا تخافون عذابه أو بطشه وأنتم تشركون به سبحانه.
(فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ) (٢٤)
(فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ) : الفاء استئنافية. قال : فعل ماض مبني على الفتح. الملأ : فاعل مرفوع بالضمة. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع صفة ـ نعت ـ للملإ.
(كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. من قومه : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من