«الحيات» : بنات طبق. لإطباقها على من تلسعه. أو لأنّ الحوّاء يمسكها تحت أطباق الأسفاط المجلّدة. و «الأسفاط» جمع «سفط» وهو وعاء كالقفّة. والأفعوان : هو ذكر الأفاعي. ويقال : إنّك لتظلمني ظلم الأفعى قال الشاعر :
وأنت كالأفعى التي لا تحتفر |
|
ثمّ تجىء سادرة فتنحجر |
وذلك أن الأفعى لا تتخذ لنفسها بيتا. فكلّ بيت قصدت إليه هرب أهله منه وخلّوه لها.. أو لأنها تجيء إلى حجر غيرها فتدخله وتغلبه عليه.
ويقال : إنّ «الثعبان» جمع «ثعب» وهو مسيل الماء في الوادي. ويصف شاعر جريان السيل بزحف الأفعى فيقول :
البرق يلمع مثل سيف ينتضى |
|
والسيل يجري مثل أفعى تزحف |
والقطر يهمي وهو أبيض ناصع |
|
ويصير سيلا وهو أغبر أكلف. |
و «ينتضى» بمعنى : يسلّ.. و «يهمي» بمعنى : ينهمر. أمّا «أكلف» فهو على صيغة «أفعل» صفة لأغبر.. مأخوذة من «الكلف» وهو لون بين السواد والحمرة. وقيل في الأمثال : رماه الله بأفعى حارية هي التي نقص جسمها من الكبر. يقال : إنّ الأفعى الحارية لا تطني.. أي لا تبقي لديغها ـ ملدوغها ـ فعيل بمعنى مفعول ـ بل تقتله من ساعتها. وقيل : الحية : هي الأفعى.. تقال للذكر والأنثى.. والهاء فيها للإفراد شأنها في ذلك شأن «بطّة» و «دجاجة» وروي عن العرب قولهم : الحيّ : هو الذكر. و «الحية» هي الأنثى وقيل في الأمثال : أروى من حية.. لأنها تكون في القفار.. فلا تشرب الماء ولا تريده. و «القفار» : جمع «قفر» : وهو الخلاء من الأرض لا ماء فيها ولا ناس ولا كلأ «أي عشب».
(قالَ خُذْها وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى) (٢١)
(قالَ خُذْها) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الفعلية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ خذ : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
(وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُها) : الواو عاطفة. لا : ناهية جازمة. تخف : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه سكون آخره وأصله : تخاف.. حذفت الألف لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. السين حرف استقبال ـ تسويف ـ للقريب. نعيد : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.