(وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ) محكم في كل مشركة كتابية ، أو غير كتابية ، أو خصّص منه أهل الكتاب ، أو كانت عامة في كل مشركة فنسخ منها أهل الكتاب ، ومراده التزويج ، والنكاح : حقيقة في العقد مجاز في الوطء.
(مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ) حرة (مُشْرِكَةٍ) وإن شرف نسبها ، أو نزلت في عبد الله بن رواحة (١) ، كانت له أمة ، فخطب عليه حرة مشركة شريفة فلم يتزوجها فأعتق أمته وتزوجها ، فطعن عليه ناس من المسلمين فنزلت (وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ) بجمالها وحسبها ومالها. (وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ) هذا على عمومه إجماعا.
(وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (٢٢٢))
(وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ) كانوا يجتنبون مساكنة الحائض والأكل والشرب معها ، فسألوا الرسول صلىاللهعليهوسلم فنزلت ، أو سأله ثابت بن الدحداح الأنصاري ، أو كانوا يعتزلون الوطء في الفرج ويأتونهن في أدبارهن مدة الحيض فنزلت ، قاله مجاهد.
(أَذىً) بنتنه وقذره ونجاسته.
(فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ) فلا تباشروهن بشيء من أبدانكم ، أو ما بين السرة والركبة ، أو الفرج وحده.
(يَطْهُرْنَ) ينقطع دمهن. (تَطَهَّرْنَ) اغتسلن بالماء : بالوضوء وبالغسل ، أو بغسل الفرج وحده.
(مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ) في القبل ، أو بالنكاح دون السفاح ، أو من قبل الطهر لا من قبل الحيض ، أو لا تقربوها صائمة ولا محرمة ولا معتكفة.
(الْمُتَطَهِّرِينَ) بالماء ، أو من أدبار النساء ، أو من الذنوب بالتوبة.
(نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (٢٢٣))
(حَرْثٌ لَكُمْ) مزدرع لنسلكم.
__________________
(١) هو عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس الأنصارى الخزرجى الشاعر المشهور ، يكنى أبا محمد ، ويقال كنيته أبو رواحة ، ويقال أبو عمرو ، من السابقين الأولين من الأنصار وكان أحد النقباء ليلة العقبة وشهد بدرا وما بعدها. انظر الإصابة في تمييز الصحابة (٤ / ٨٢ ، ترجمة ٤٦٧٩).