(ثَقِفْتُمُوهُمْ) ظفرتم بهم.
(وَالْفِتْنَةُ) الكفر هاهنا اتفاقا لأنه يؤدي إلى الهلاك كالفتنة.
(وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) نهوا عن قتال أهل الحرم إلا أن يبدءوا بالقتال ثم نسخ بقوله تعالى : (وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ) [البقرة : ١٩٣] ، أو هي محكمة فلا يقاتل أهل الحرم ما لم يبدءوا بالقتال.
(الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (١٩٤))
(الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ) لما اعتمر الرسول صلىاللهعليهوسلم في ذي القعدة فصدّ ، فصالح على القضاء في العام المقبل ، فقضى في ذي القعدة نزل (الشَّهْرُ الْحَرامُ) وهو ذي القعدة المقضي فيه (بِالشَّهْرِ الْحَرامِ) المصدود فيه ، أخذ ذو القعدة من قعودهم عن القتال فيه لحرمته.
(وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ) لما فخرت قريش على الرسول صلىاللهعليهوسلم حين صدته اقتص الله تعالى له ، أو نزلت لما قال المشركون : أنهيت عن قتالنا في الشهر الحرام ، فقال : نعم. فأرادوا قتاله في الشهر الحرام ، فقيل له : إن قاتلوك في الشهر الحرام فاستحل منهم ما استحلوا منك.
(وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٩٥))
(سَبِيلِ اللهِ) الجهاد.
(وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ) الباء زائدة ، أو غير زائدة أي لا تلقوا أنفسكم بأيديكم.
(التَّهْلُكَةِ) الهلاك لا تتركوا النفقة في الجهاد فتهلكوا بالإثم ، أو لا تخرجوا بغير زاد فتهلكوا بالضعف ، أو لا تيأسوا من المغفرة عن المعصية فلا تتوبوا ، ولا تتركوا الجهاد فتهلكوا ، أو لا تقتحموا القتال من غير نكاية في العدو ، أو هو عام محمول على ذلك كله.
(وَأَحْسِنُوا) الظن بالقدر ، أو بأداء الفرائض أو عودوا بالإحسان على المعدم.
(وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (١٩٦))