النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١٨٨))
(بِالْباطِلِ) بالغصب والظلم ، أو القمار والملاهي.
(وَتُدْلُوا) تصيروا ، أدليت الدلو أرسلته.
(أَمْوالَكُمْ) أموال اليتامى ، أو الأمانات والحقوق التي إذا جحدها قبل قوله فيها.
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٨٩))
(الْأَهِلَّةِ) من الاستهلال برفع الصوت عند رؤيته ، وهو هلال إلى ليلتين ، أو إلى ثلاث ، أو إلى أن يحجر بخطة دقيقة ، أو إلى أن يبهر ضوؤه سواد الليل فيسمى حنيئذ قمرا.
(مَواقِيتُ) مقادير لأوقات الديون ، والحج.
(تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها) كنى به عن إيتان النساء في أدبارهن ، لأن المرأة يأوى إليها كما يأوى إلى البيت ، أو هو مثل لإتيان البيوت من وجهها ولا يأتونها من غير وجهها ، أو كانوا إذا أحرموا لم يدخلوا حائطا من بابه فدخل الرسول صلىاللهعليهوسلم دار رفاعة الأنصاري فجاء فتسور الحائط على الرسول صلىاللهعليهوسلم فلما خرج الرسول صلىاللهعليهوسلم من الباب خرج معه رفاعة ، فقال الرسول صلىاللهعليهوسلم : ما حملك على هذا؟ فقال : رأيتك خرجت منه ، فقال الرسول صلىاللهعليهوسلم : إني رجل أحمس ، فقال رفاعة : إن تكن رجلا أحمس فإن ديننا واحد فنزلت (١).
وقريش يسمون الحمس لتحمسهم في دينهم ، والحماسة : الشدة.
(وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (١٩٠))
(الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ) هذه أول آية نزلت بالمدينة في قتال من قاتل خاصة.
(وَلا تَعْتَدُوا) بقتال من لم يقاتل. ثم نسخت ب (بَراءَةٌ) أو نزلت في قتال المشركين كافة.
(وَلا تَعْتَدُوا) بقتل النساء والصبيان ، أو لا تعتدوا بالقتل على غير الدين.
(وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ (١٩١))
__________________
(١) أخرجه الطبري في التفسير (٢ / ١٨٧).