عالِمِينَ (٨١))
(عاصِفَةً) العصوف شدة حركتها ، والتّبن عصف لأنها تعصفه بشدة تطييرها له.
(الْأَرْضِ) الشام بورك فيها بمن بعث فيها من الأنبياء ، أو بأن مياه أنهار الأرض تجري منها ، أو بما أودعها من الخيرات فما نقص من الأرض زيد في الشام وما نقص من الشام زيد في فلسطين.
(وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (٨٣))
(وَأَيُّوبَ) كان ذا مال وولده فهلك ماله ، ومات أولاده ، ثم بلي في بدنه فقرح وسعى فيه الدود واشتد بلاؤه فطرح على مزبلة بني إسرائيل ولم يبق أحد يدنو منه إلا امرأته.
(الضُّرُّ) المرض ، أو البلاء الذي بجسده حتى كانت الدود تسقط منه فيردها ويقول كلي مما رزقك الله ، أو الشيطان لقوله (مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ) [ص : ٤١] ، أو وثب ليصلي فلم يقدر فقال : (مَسَّنِيَ الضُّرُّ) إخبارا عن حاله لا شكوى لبلائه ، أو انقطع عنه الوحي أربعين يوما فخاف هجران ربه فقال : (مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ) تقديره أيمسني الضر وأنت أرحم الراحمين ، أو أنت أرحم بي أن يمسني الضر ، أو قاله استقالة من ذنبه ورغبا إلى ربه ، أو شكا ضره استعطافا لرحمته وكشف بلائه.
(فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ (٨٤))
(أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ) رد إليه أهله الذين أهلكهم بأعيانهم وأعطاه مثلهم معهم قاله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ، أو كان له سبع بنين وسبع بنات فماتوا في بلائه ، فلما كشف بلاؤه رد عليه بنوه وبناته ، وولد له بعد ذلك مثلهم ، قال الحسن رضي الله تعالى عنه ماتوا قبل آجالهم فأحياهم الله تعالى فوفاهم آجالهم وأبقاه حتى أعطاه من نسلهم مثلهم.
(وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (٨٥))
(وَذَا الْكِفْلِ) عبد صالح كفل لليسع بصوم النهار وقيام الليل وأن لا يغضب ويقضي بالحق فوفى بذلك ، أو كان نبيا كفل بأمر فوفى به ، سمي ذا الكفل لوفائه بما كفل به ، أو لغير سبب ، أو لأن ثوابه ضعف ثواب غيره من أهل زمانه.
(وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (٨٧))