(يَرْحَمْكُمْ) بالهدى.
(يُعَذِّبْكُمْ) بالضلال ، أو بالتوبة ويعذبكم بالإصرار ، أو بإنجائكم من عدوكم ويعذبكم بتسليطهم عليكم.
(وَكِيلاً) يمنعهم من الكفر ، أو كفيلا لهم يؤخذ بهم.
(أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ كانَ مَحْذُوراً (٥٧))
(أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ) نزلت فيمن عبد الجن فأسلم الجن ابتغاء الوسيلة وبقي الإنس على كفرهم ، أو الملائكة عبدها قبائل من العرب ، أو عزير وعيسى وأمه وهم المعنيون بقوله : (ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ) [الإسراء : ٥٦].
(وَإِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْياناً كَبِيراً (٦٠))
(أَحاطَ) علم ، أو عصمك منهم أن يقتلوك حتى تبلغ الرسالة أو أحاطت بهم قدرته فهم في قبضته.
(فِتْنَةً لِلنَّاسِ) لما أخبرهم أنه أسري به إلى بيت المقدس رؤيا عين ارتد جماعة من المسلمين افتتانا بذلك ، أو رأى في النوم أنه يدخل مكة فلما رجع عام الحديبية افتتن قوم برجوعه ، أو رأى قوما ينزون على منابره نزوان القردة فساءه ذلك قاله سهل بن سعد.
(وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ) شجرة الزقوم طعام الأثيم. افتتنوا بها فقال أبو جهل وشيعته : النار تأكل الشجر فكيف تنبته ، أو هي الكشوث الذي يلتوي على الشجر.
(قالَ أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً (٦٢))
(لَأَحْتَنِكَنَّ) لأستولين عليهم ، أو لأضلنهم ، أو لأستأصلنهم بالإغواء ، أو لأستميلنهم ، أو لأقودنهم إلى العصيان كما تقاد الدابة بحنكها إذا شد فيه حبل يجذبها ، أو لأقتطعنهم إلى المعاصي.
(وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلاَّ غُرُوراً (٦٤))
(وَاسْتَفْزِزْ) استخف واستنزل.
(بِصَوْتِكَ) الغناء واللهو ، أو بدعائك إلى المعصية.
(وَأَجْلِبْ) الجلب السوق بجلبة من السائق.