سورة الفلق
مكية ، في قول
الحسن وعكرمة وعطاء وجابر ، ومدنية في قول ابن عباس وقتادة ، وهي خمس آيات وثلاث
وعشرون كلمة وأربعة وسبعون حرفا.
(بِسْمِ اللهِ) الذي له جميع الحول (الرَّحْمنِ) الذي استجمع كمال الطول (الرَّحِيمِ) الذي أتم على أهل ودّه جميع النول.
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ
الْفَلَقِ (١) مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ (٢) وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ (٣)
وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ (٤) وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ
(٥))
واختلف في سبب
نزول سورة (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ
الْفَلَقِ) فقال ابن عباس وعائشة رضي الله عنهم : كان غلام من
اليهود يخدم النبيّ صلىاللهعليهوسلم فدنت إليه اليهود فلم يزالوا به حتى أخذ مشاطة رأس
النبيّ صلىاللهعليهوسلم وعدّة أسنان من مشطه وأعطاها اليهود ، فسحروه فيها ،
وتولى ذلك لبيد بن الأعصم رجل من اليهود فنزلت هذه و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ
النَّاسِ) فيه.
وعن عائشة رضي
الله عنها «أنّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم طب ، أي : سحر حتى كأنه يخيل إليه أنه صنع شيئا وما
صنعه ، وأنه دعا ربه ثم قال : أشعرت أنّ الله أفتاني فيما استفتيته فيه ، فقالت
عائشة رضي الله عنها : وما ذاك يا رسول الله؟ قال : «جاءني رجلان فجلس أحدهما عند
رأسي ، والآخر عند رجلي ، فقال أحدهما لصاحبه : ما وجع الرجل؟ فقال الآخر : مطبوب
، قال : من طبه؟ قال : لبيد بن الأعصم ، قال : فيماذا ، قال : في مشط ومشاطة وجف
طلعة ذكر ، قال : فأين هو؟ قال : في ذروان ، وذروان بئر بني زريق ، قالت عائشة رضي
الله عنها : فأتاها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثم رجع إلى عائشة فقال : والله لكأنّ ماءها نقاعة
الحناء ولكأنّ نخلها رؤوس الشياطين ، قالت : فقلت : يا رسول الله هل أخرجته؟ قال :
أما أنا فقد شفاني الله وكرهت أن أثير على الناس منه شرا» .
وعن زيد بن
أرقم قال : «سحر النبيّ صلىاللهعليهوسلم رجل من اليهود فاشتكى ذلك أياما فأتاه جبريل عليهالسلام فقال : إن رجلا من اليهود سحرك وعقد لك عقدا في بئر كذا
وكذا ، فأرسل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عليا فاستخرجها فجاء بها ، فجعل كلما حل عقدة وجد لذلك
خفة فقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم كأنما نشط من عقال ، قال : فما ذكر ذلك اليهودي ولا أرى
وجهه قط» . وروي «أنه كان تحت صخرة في البئر ، فرفعوا الصخرة
وأخرجوا جف الطلعة فإذا فيها مشاطة من رأسه صلىاللهعليهوسلم وأسنان مشطه» .
__________________