يا عليُّ ، واللّهِ لو أنّ الوضيعَ في قعرِ بئر لبعثَ اللّهُ عزّوجلّ إليه ريحاً ترفعه فوقَ الأخيار في دولةِ الأشرار (١٦٠).
يا عليُّ ، من انتمى إلى غير مواليه (١٦١) فعليه لعنةُ اللّه ، ومن منع أجيراً أجرَه فعليه لعنةُ اللّه ، ومن أحدَثَ حَدَثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنةُ اللّه ، فقيل ، يا رسولَ اللّهِ وما ذلكَ الحَدَث؟ قال : القَتْل.
يا علي ، المؤمنُ مَن أمنهُ المسلمون على أموالِهم ودمائِهم ، والمسلمُ مَن سَلِمَ المسلمونَ من يدِه ولسانِه ، والمهاجرُ مَن هَجَر السيّئات (١٦٢).
يا عليُّ ، أوثقُ عرى الإيمان (١٦٣) الحبُّ في اللّهِ ، والبغضُ في اللّه.
يا عليُّ ، من أطاعَ امرأتَه أكبَّهُ اللّهُ عزّوجلّ على وجهِه في النار ،
______________________________________________________
(١٦٠) الوضيع من الناس هو الدني الذي فيه خسّة وضعة .. وهذا بيان ترفع الأدنياء على الأخيار في دولة الأشرار وترفيع الأدنين الساقطين في دولتهم.
(١٦١) أي إنتسب إلى غير مواليه الذين جعلهم الله تعالى مواليه الذين هم الهداة المعصومون أهل الدين صلوات الله عليهم أجمعين ، كما يستفاد من حديث المعاني (١).
(١٦٢) هذا بيان المهاجرة الكاملة الحقيقيّة التي ينبغي أن يكون عليها المؤمن المسلم المهاجر في سبيل الله تعالى.
(١٦٣) العُرى ، جمع عروة .. وهي التي يتمسّك بها .. وهذا على التشبيه بالعروة التي يتمسّك بها ، وعروتا الإيمان هما الحبّ في الله والبغض في الله فيلزم التمسّك والأخذ بهما وأن يكون في المؤمن كلاهما.
__________________
١ ـ معاني الأخبار ، ص ٣٧٩ ، ح ٣.