يا علي ، ثلاثٌ لا تطيقُها هذه الاُمّة (٩٢) ، المواساةُ للأخ في مالِه (٩٣) ، وإنصافُ الناسِ من نفسِه (٩٤) ، وذكرُ اللّهِ على كلِّ حال ، وليس هو سبحانَ اللّهِ والحمدُ للّه ولا إلَه إلاّ اللّهُ واللّهُ أكبر ، ولكن إذا وَرَدَ على ما يحرمُ عليه خافَ اللّهَ عزّوجلّ عندَه وتَرَكَه (٩٥).
______________________________________________________
(٩٢) وفي نسخة البحار ، « لا يطيقها أحد من هذه الاُمّة » أي لا يطيقونها لصعوبتها فلابدّ من بذل الجهد فيها والإهتمام بها.
لذلك ورد في حديث الحسن البزاز قال : قال أبو عبدالله عليهالسلام ، « ألا اُخبرك بأشدِّ ما فرض الله على خلقه [ ثلاث ]؟ قلت ، بلى قال : إنصاف الناس من نفسك ، ومؤاساتك أخاك ، وذكر الله في كلّ موطن ، أما إنّي لا أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله اكبر وإن كان هذا من ذاك ولكن ذكر الله جلّ وعزّ في كلّ موطن ، إذا هجمت على طاعة أو على معصية » (١).
(٩٣) مواساة الأخ هو تشريكه وإسهامه في الرزق والمعاش والمساواة معه.
(٩٤) الإنصاف هي المعاملة بالقسط والعدل ، وإنصاف الناس من نفسه هو أن يعترف بالحقّ فيما له أو عليه ، حتّى أنّه لا يرضى لنفسه بشيء إلاّ رضي لهم مثله.
(٩٥) فانّ ذكر الله تعالى حسن في كلّ حال وبكلّ ذكر ، وهو كثير وفير كما تلاحظه مجموعاً في السفينة (٢) إلاّ أنّ الذكر الذي لا تطيقه الاُمّة من حيث الصعوبة هو أن يذكر الله تعالى عند ما يهمّ بالمعصية وتسوّل له نفسه اللذّة المحرّمة فيتركها ، فهذا يكون ذكراً لله تعالى.
__________________
١ ـ اُصول الكافي ، ج ٢ ، ص ١٤٥ ، باب الإنصاف والعدل ، ح ٨.
٢ ـ سفينة البحار ، ج ٣ ، ص ٢٠٠.