جوفَها فغرَّ آدمَ وخَدَعه ، فغَضِبَ اللّهُ على الحيّةِ وألقى عنها قوائمَها وقال : جعلتُ رزقكِ التراب ، وجعلتُكِ تمشين على بطنك ، لا رَحِمَ اللّهُ مَن رَحِمَكِ ، وغَضِبَ على الطاووس لأنّه كان دَلَّ إبليسَ على الشجرةِ فَمَسَخ منه صوتَه ورجلَيه (٢٣) ، فمكث آدمُ بالهند مائةَ سنة لا يرفعُ رأسَه إلى السّماءِ ، واضعاً يَدَه على رأسِه يبكي على خطيئِته ، فبعث اللّهُ إليه جبرئيلَ فقال : يا آدمُ ، الربُّ عزّوجَلّ يقرؤكَ السَّلامَ ويقول : يا آدم ، أَلم أخلُقْك بيدي؟ أَلم أنفخْ فيكَ من روحي؟ ألم أُسْجِدْ لكَ ملائكتي؟ أَلم اُزوّجْك حوّاءَ أَمَتي؟ أَلَم أُسْكِنْكَ جَنّتي؟ فما هذه البكاء يا آدم؟ [ ت ] تكلَّمْ بهذه الكلمات ، فإنّ اللّهَ قابلُ توبتِك ، قل ، « سبحانَكَ لا إِلهَ إلاّ أنتَ عَمِلتُ سُوءاً وظلمتُ نفسي ، فتُبْ عَليَّ إنّكَ أنتَ التوّابُ الرَحيم ».
يا علي ، إذا رأيتَ حيَّةً في رحلِك (٢٤) فلا تقتُلها حتّى تخرجَ عليها (٢٥) ثلاثاً ...
______________________________________________________
(٢٣) المسخ هو تحويل صورة إلى ما هو أقبح منها ، والمسوخ أصناف كثيرة عُذّبت بالمسخ تلاحظها في بيان أحاديثها ، باب أنواع المسوخ وأحكامها وعلل مسخها (١).
(٢٤) الرحل جاء بمعنى المسكن ، وما يُستَصْحَب من الأثاث في السفر ، والوعاء ، وما يشدّ على البعير ولعلّ الأوّل هو المعنى الأنسب بالمقام.
(٢٥) يقال خرج عليه ، أي برز لقتاله.
__________________
١ ـ بحار الأنوار ، ج ٦٥ ، ص ٢٢٠ ، باب ٥.