ومن لم يوجبْ لكَ فلا توجبْ له ولا كرامة (٢٧).
يا علي ، ينبغي أن يكونَ في المؤمنِ ثمانُ خصال ، وقارٌ عندَ الهزاهز (٢٨) ، وصبرٌ عندَ البلاء ، وشكرٌ عندَ الرَّخاء ، وقنوعٌ بما رزقه اللّهُ عزّوجَلّ (٢٩) ، لا يظلمُ الأعداءَ (٣٠) ،
______________________________________________________
بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ ) (١) ـ (٢).
وأمّا الثاني : فقد ورد في حديث جابر بن عبدالله الأنصاري عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « لا تجلسوا إلاّ عند كلّ عالم يدعوكم من خمس إلى خمس ، من الشكّ إلى اليقين ، ومن الرياء إلى الإخلاص ، ومن الرغبة إلى الرهبة ، ومن الكبر إلى التواضع ، ومن الغشّ إلى النصيحة » (٣).
وقال الحواريون لعيسى عليهالسلام ، « مَن نجالس؟ فقال : من يذكّركم الله رؤيته ، ويرغّبكم في الآخرة عمله ، ويزيد في منطقكم علمه » (٤).
(٢٧) أي من لا يعرف حقّك ولا يعظّمك فلا يجب عليك تعظيمه وتكريمه ..
(٢٨) أي يكون له حلم ورزانة وتثبّت عند الهزاهز وهي الفتن وتحريكات الحروب.
(٢٩) من القناعة بمعنى الرضا بما قُسم له.
(٣٠) فيلزم أن لا يخرج المؤمن عن حقّه ولا يفضى به سخطه إلى التعدّي إلى ما ليس له بحقّ حتّى على عدوّه.
__________________
١ ـ سورة البقرة ، الآية ٢٧.
٢ ـ اُصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٣٧٦ ، باب مجالسة أهل المعاصي ، ح ٧.
٣ ـ بحار الأنوار ، ج ٧٤ ، ص ١٨٨ ، ب ١٢ ، ح ١٨.
٤ ـ بحار الأنوار ، ج ٧٤ ، ص ١٨٩ ، ب ١٣.