يَبعثُ رسولُ اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم الرجلَ في حاجتِه فيركبُه ، وحيزُوم وهو الذي يقولُ أَقْدِمْ حيزُوم (٢٥) ، والحمار اليَعفور.
ثمّ قال : يا علي ، اقبِضْها في حياتي لا ينازُعك فيها أحدٌ بَعدي.
ثمّ قال أبو عبدِاللّه (٢٦) عليهالسلام ، إنّ أوّلَ شيء مات من الدواب حمارَه اليعفُور ، تُوفّي ساعةَ قُبِض رسولُ اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم.
قَطَع خِطامَه (٢٧) ، ثمّ مرَّ يركض حتّى وافى بئرَ بني حطَمة (٢٨) بُقبا (٢٩) ، فرمى بنفسِه فيها فكانَت قبرَه.
ثمّ قال أبو عبدِاللّه عليهالسلام ، إنّ يَعفُور كَلَّمَ رسولُ اللّه (٣٠) صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : بأبي أنتَ وأُمّي إنَّ أبي حدّثَني عن أبيه عن جدِّهِ ، ...
______________________________________________________
(٢٥) أي يقول له حينما يريده ، أَقْدِمْ حيزوم فيجيب ويقبل.
(٢٦) في الكافي ، « فذكر أمير المؤمنين عليهالسلام » إنّ أوّل شيء مات الخ.
(٢٧) الخِطام ـ بكسر الخاء ـ ، هو الزمام أو ما يقاد به الدابّة.
(٢٨) في الكافي ، بني خطمة ، وخطمة ـ بفتح الخاء وسكون الطاء ـ ، حيٌ من الأنصار.
(٢٩) قُبا ـ بضمّ القاف والقصر ـ ، إسم قرية في جنوب غربي المدينة المنورة ، تبعد عنها أربع كيلومترات ، وبها مسجد التقوى المعروف بمسجد قُبا ، وهو المسجد الذي أُسّس على التقوى من أوّل يوم.
(٣٠) لا عجب في تكلّم الحيوان أو معرفته نسبه بإقدار الله تعالى وقدرته ، خصوصاً مع سيّد الرسل وأفضل الأنبياء صلوات الله عليه وآله.
كما يقرّب هذا الأمر نظيره القرآني وهو تكلّم الهدهد والنملة لسليمان النبي عليهالسلام بكلام الحكمة ومنطق العبرة.