ولم يملِك الشفاعة (٦).
يا علي ، أفضلُ الجهادِ مَن أصبح لا يَهِمُّ بظلمِ أحد (٧).
يا علي ، مَن خاف الناسُ لسانَه فهو من أهلِ النار (٨).
______________________________________________________
وفُسّرت أيضاً بأنّها تنزيه النفس عن الدناءة التي لا تليق بأمثاله كما قاله الشهيد الأوّل قدسسره (١).
(٦) أي لا يستحقّ أن يشفع لأحد أو أن يشفع له أحد لتفريطه في الإحسان إلى نفسه حيث لم يوص بعمل خير في ثلثه كما في حاشية المولى التفرشي على الفقيه المسمّاة بالتعليقة السجّادية.
وهذا البيان منه صلىاللهعليهوآلهوسلم يكذّب قول مَن ادّعى أنّه صلوات الله عليه وآله مات ولم يوصّ إلى أحد وترك الأمر للاُمّة حتّى تختار خليفتها وحاشاه أن يترك الأمر سُدى أو يفعل ما عنه نَهى.
(٧) أي صار بحيث لا يريد أن يظلم أحداً ، وسمّي ترك الظلم جهاداً لإشتماله على مجاهدة النفس التي هي الجهاد الأكبر كما في حديث الإمام الصادق عليهالسلام ، أنّ النبي بعث بسريّة فلمّا رجعوا قال : مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقى الجهاد الأكبر ، قيل ، يا رسول الله وما الجهاد الأكبر؟ قال : جهاد النفس (٢).
(٨) أي خاف الناس من لسانه بالغيبة والإفتراء والإيذاء ممّا حرّمه الله تعالى ، وفي حديث عبدالله بن سنان أيضاً عن أبي عبدالله الصادق عليهالسلام ، « من خاف الناس لسانه فهو في النار » (٣).
__________________
١ ـ الدروس ، ص ١٩٠ ، كتاب الشهادات.
٢ ـ فروع الكافي ، ج ٥ ، ص ١٢ ، باب وجوه الجهاد ، ح ٣.
٣ ـ اُصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٣٢٧ ، ح ٣.