(وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) قال ابن عباس : يريد الموت ، وسمى الموت يقينا لأنه أمر متيقن وهذا مثل قوله تعالى في سورة مريم : (وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا) [مريم ، ٣١]. وروى البغوي بسنده عن ابن جبير قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما أوحى الله إليّ أن أجمع المال وأكون من التاجرين ولكن أوحى إليّ أن (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ»)(١). فإن قيل : أي : فائدة لهذا التوقيت مع أنّ كل أحد يعلم أنه إذا مات سقطت عنه العبادات؟ أجيب : بأنّ المراد منه واعبد ربك في جميع زمان حياتك فلا تخل لحظة من لحظات الدنيا بهذه العبادات. وعن عمر رضي الله عنه قال : نظر رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى مصعب بن عمير مقبلا وعليه إهاب كبش قد تنطق به فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «انظروا إلى هذا الذي نور الله قلبه لقد رأيته بين أبويه يغذوانه بأطيب الطعام والشراب ولقد رأيت عليه حلة شراها أو قال شريت له بمائتي درهم فدعاه حب الله وحب رسوله إلى ما ترون» (٢). وما رواه البيضاوي تبعا للزمخشري من أنه صلىاللهعليهوسلم قال : «من قرأ سورة الحجر كان له من الأجر عشر حسنات بعدد المهاجرين والأنصار والمستهزئين بمحمد صلىاللهعليهوسلم» (٣). حديث موضوع.
__________________
(١) أخرجه البغوي في شرح السنة ٤ / ٧٨ ، والسيوطي في الدر المنثور ٤ / ١٠٩ ، والقرطبي في تفسيره ١٠ / ٦٤ ، وأبو نعيم في حلية الأولياء ٢ / ٢٣١.
(٢) أخرجه العراقي في المغني عن حمل الأسفار ٤ / ٢٨٧ ، والزبيدي في إتحاف السادة المتقين ٩ / ٥٤٨ ، وأبو نعيم في حلية الأولياء ١ / ١٠٨.
(٣) الحديث ذكره الزمخشري في الكشاف ٢ / ٥٥٣.