زيدا ثم يتسع فيقال : اخترت الرجال زيدا ، وأستغفر الله من ذنبي وأستغفر الله ذنبي قال الشاعر (١) :
أستغفر الله ذنبا لست محصيه
ويقال أمرت زيدا بالخير وأمرت زيدا الخير قال الشاعر (٢) :
أمرتك الخير فافعل ما أمرت به
قال الرازي : وعندي فيه وجه آخر وهو أن يكون التقدير : واختار موسى قومه لميقاتنا وأراد بقومه : المعتبرين منهم إطلاقا لاسم الخير على ما هو المقصود منه وقوله : (سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا) عطف بيان وعلى هذا الوجه فلا حاجة إلى ما ذكر من التكلفات (فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ.)
روي أنّ الله تعالى أمره أن يأتيه في سبعين رجلا من بني إسرائيل فاختار من كل سبط ستة فزاد اثنان فقال : ليتخلف منكم رجلان ، فتشاحوا فقال : لمن قعد أجر من خرج ، فقعد كالب ويوشع وذهب معه الباقون.
روي أنه لم يصب إلا ستين شيخا فأوحى الله تعالى إليه أن يختار من الشبان عشرة فاختارهم فأصبحوا شيوخا ، وقيل : كانوا أبناء ما عدا العشرين ولم يتجاوزوا الأربعين قد ذهب عنهم الجهل والصبا فأمرهم موسى عليهالسلام أن يصوموا ويتطهروا ويطهروا ثيابهم ثم خرج إلى طور سينا لميقات ربه وكان أمره أن يأتيه في سبعين من بني إسرائيل فلما دنا موسى من الجبل وقع عليه عمود من الغمام حتى غشي الجبل كله ودنا موسى فدخل فيه وقال للقوم : ادنوا وكان موسى عليهالسلام إذا كلمه ربه وقع على جبهته نور ساطع لا يستطيع أحد من بني آدم أن ينظر إليه فضرب دونه الحجاب ودنا القوم حتى دخلوا في الغمام ووقعوا سجدا فسمعوه يكلم موسى يأمره وينهاه وافعل لا تفعل فلما فرغ من أمره ونهيه وانكشف عن موسى الغمام فأقبل إليهم فقالوا له : لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة ـ وهي الرجفة ـ فماتوا جميعا فقام موسى يناشد ربه ويدعوه (قالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ) أي : من قبل خروجهم إلى الميقات (وَإِيَّايَ) معهم فكان بنو إسرائيل يعاينون ذلك ولا يتهموني إذا رجعت إليهم وما هم معي وعنى بذلك : أنك قدرت على
__________________
(١) عجزه :
رب العباد إليه الوجه والعمل
والبيت من البسيط ، وهو بلا نسبة في أدب الكاتب ص ٥٢٤ ، والأشباه والنظائر ٤ / ١٦ ، وأوضح المسالك ٢ / ٢٨٣ ، وتخليص الشواهد ص ٤٠٥ ، وخزانة الأدب ٣ / ١١١ ، ٩ / ١٢٤ ، والدرر ٥ / ١٨٦ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٤٢٠ ، وشرح التصريح ١ / ٣٩٤ ، وشرح شذور الذهب ص ٤٧٩ ، وشرح المفصل ٧ / ٦٣ ، ٨ / ٥١ ، والصاحبي في فقه اللغة ص ١٨١ ، والكتاب ١ / ٣٧ ، ولسان العرب (غفر) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٢٢٦ ، والمقتضب ٢ / ٣٢١ ، وهمع الهوامع ٢ / ٨٢.
(٢) عجزه :
فقد تركتك ذا مال وذا نشب
والبيت من البسيط ، وهو لعمرو بن معدي كرب في ديوانه ص ٦٣ ، وخزانة الأدب ٩ / ١٢٤ ، والدرر ٥ / ١٨٦ ، وشرح شواهد المغني ص ٧٢٧ ، والكتاب ١ / ٣٧ ، ومغني اللبيب ص ٣١٥ ، ولخفاف بن ندبة في ديوانه ص ١٢٦ ، وللعباس بن مرداس في ديوانه ص ١٣١ ، ولأعشى طرود في المؤتلف والمختلف ص ١٧ ، وهو لأحد الأربعة السابقين أو لزرعة بن خفاف في خزانة الأدب ١ / ٣٣٩ ، ٣٤٢ ، ٣٤٣ ، ولخفاف بن ندبة أو للعباس بن مرداس في شرح أبيات سيبويه ١ / ٢٥٠ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٤ / ١٦ ، ٨ / ٢٥١ ، وشرح شذور الذهب ص ٤٧٧ ، وشرح المفصّل ٨ / ٥٠ ، وكتاب اللامات ص ١٣٩ ، والمحتسب ١ / ٥١ ، ٢٧٢ ، والمقتضب ٢ / ٣٦ ، ٨٦ ، ٣٢١.