(يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ)(١) ، وقوله : (آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ)(٢) وقوله : (مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ)(٣) دعاء عليهم وإيجاب ذلك لهم ، وإن لم يكن إيجابا عليهم (٤) ، وقوله : (عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ)(٥) كقوله : (يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى)(٦) ، وقوله : (يَعْلَمُ ما فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ)(٧) وقوله : (يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ)(٨) ونحو ذلك. قوله تعالى : (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِها وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللهَ بِما يَعْمَلُونَ
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية : ١٦٧.
(٢) سورة آل عمران ، الآية : ٧٢.
(٣) سورة آل عمران ، الآية : ١١٩.
(٤) قال ابن جرير الطبري : «وخرج هذا الكلام مخرج الأمر ، وهو دعاء من الله نبيّه محمدا صلىاللهعليهوسلم بأن يدعو عليهم بأن يهلكهم الله كمدا مما بهم من الغيظ على المؤمنين ...» جامع البيان (٧ / ١٥٤) وانظر : الوسيط (١ / ٤٨٤) ، والجامع لأحكام القرآن (٤ / ١٨٣) ، وذكر القرطبي وجها آخر في معنى قوله تعالى : (قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ) قال : «المعنى أخبرهم أنهم لا يدركون ما يؤمنون ، فإن الموت دون ذلك ، فعلى هذا المعنى زال معنى الدعاء وبقي معنى التقريع والإغاظة ...».
(٥) سورة آل عمران ، الآية : ١١٩.
(٦) سورة طه ، الآية : ٧.
(٧) سورة البقرة ، الآية : ٢٣٥.
(٨) سورة غافر ، الآية : ١٩.