وقيل : معناه هؤلاء ، وفيه وجهان : الأول : أن يكون كقولك ها أنا ذا ، وها أنتم هؤلاء (١) ، فيكون هؤلاء خبر الابتداء ، وتحبونهم في موضع الحال ، وهم راجع إلى ما تقدم ذكره. والثاني : أن يكون هؤلاء مبتدأ ثانيا ، وتحبونهم خبره ، والجملة خبر للأول ، كقولك : أنت زيد تحبه ، ويكون هم راجعا إلى هؤلاء (٢). ومحبتهم لهم : إرادة الإسلام لهم ، لأن ثمرة المحبة النصيحة / وإرادة الخير ، وبين أنهم لا يحبون ذلك لكم ، لأنهم لا يريدون لكم الإسلام الذي هو الخير المحض (٣) ، ثم بيّن أنكم تؤمنون بكتب الله ، وهم لا يؤمنون ببعض الكتاب ، وقوله : (وَإِذا لَقُوكُمْ) كقوله : (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا)(٤) ، وقوله :
__________________
(١) ورد (ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ) في القرآن في الآية ٦٦ من سورة آل عمران. والآية ١٠٩ من سورة النساء ، والآية ٣٨ من سورة محمد.
(٢) انظر إعراب هذه الآية في معاني : القرآن للفراء (١ / ٢٣١) ، والبحر المحيط (٣ / ٤٢ ، ٤٣) ، والدر المصون (٣ / ٣٦٩) وانظر ما سبق بيانه عند تفسير الآية ٦٦ من آل عمران ، ص (١٦٦) هامش رقم ٢.
(٣) انظر : جامع البيان (٧ / ١٥٠) ، وتفسير الوسيط (١ / ٤٨٣) ، وتفسير القرآن للسمعاني (١ / ٣٥١) ، والجامع لأحكام القرآن (٤ / ١٨١) ، والبحر المحيط (٣ / ٤٣).
(٤) سورة البقرة ، الآية : ١٤.