في هذا الموضع؟ قيل : إنه لما بيّن تعالى ما اقتضى عدالته وعقبه / بذكر التبرؤ من ظلمهم بيّن بهذا القول استغناءه عن الظلم ، وأن الظلم يتحرّاه من يروم ما لغيره ، ومحال أن يعتقد في مالك الكلّ ومن منه البدء وإليه العود الظلم (١).
قوله تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتابِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ)(٢) إن قيل : لم قال : (كُنْتُمْ) ولم يقل : أنتم؟ قيل : في ذلك أجوبة : الأول : كنتم فيما قضيت وقدرت وبنيت عليه الشرائع خير أمة بشريطة أن تأمروا بالمعروف ، وتنهوا (٣) عن المنكر ، وتؤمنوا (٤) بالله (٥) ،
__________________
(١) انظر : جامع البيان (٧ / ٩٨) ، والجامع لأحكام القرآن (٤ / ١٦٩) ، والبحر المحيط (٣ / ٢٩) ، ونظم الدرر في تناسب الآيات والسور ، لبرهان الدين أبي الحسن إبراهيم بن عمر البقاعي (٢ / ١٣٥).
(٢) سورة آل عمران ، الآية : ١١٠.
(٣) في الأصل : وتنهون ، بإثبات النون والصواب حذفها.
(٤) في الأصل : وتؤمنون ، بإثبات النون والصواب حذفها.
(٥) وهذا القول مروي عن مجاهد ، والحسن ، انظر : جامع البيان (٧ / ١٠٢ ، ١٠٣) ، ومعاني القرآن وإعرابه (١ / ٤٥٦) ، والنكت والعيون (١ / ٤١٦) ،