قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    تفسير الراغب الأصفهاني [ ج ١ ]

    تفسير الراغب الأصفهاني [ ج ١ ]

    755/839
    *

    للمحجوبين (١) ، فأما أهل الحقائق فهم في القبضة (٢) ، واستبعد

    __________________

    (١) المحجوبون : عند الصوفية هم من احتجبوا عن قرب الله بسبب من الأسباب. وعند غلاتهم : المحجوبون هم العامة. انظر : مدارج السالكين (١ / ٢٨٢) ، والمعجم الصوفي ص (٧٤).

    (٢) لم يبين الراغب رحمه‌الله قائل ذلك ، ويبدو أنه أحد غلاة الصوفية ، لأن كلامه مخالف لقوله تعالى في هذه الآية : (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) ، فالله تعالى أثبت له الهداية ، وذاك جعله مع المحجوبين. غير أن مصادر التصوف التي بين يديّ ليس فيها شيء من تنقص تلك المنزلة ، فهذا ابن عربي يقول : (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ) بالانقطاع عما سواه والتمسك بالتوحيد الحقيقي فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ إذ الصراط المستقيم ، هو طريق الحق تعالى ، كما قال : (إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) [هود : ٥٦]. تفسير ابن عربي (١ / ١٢٢) ، وقال القشيري : إنما يعتصم بالله من وجد العصمة من الله ، فأما من لم يهده الله فمتى يعتصم بالله؟ فالهداية منه في البداية توجب اعتصامك في النهاية ، لا الاعتصام منك يوجب الهداية. لطائف الإشارات (١ / ٢٧٧ ، ٢٧٨). أما الهروي فقد قسم منزلة الاعتصام إلى ثلاث مراتب : قال : «وهو على ثلاث درجات : اعتصام العامة بالخبر ، استسلاما وإذعانا بتصديق الوعد والوعيد ، وتعظيم الأمر والنهي ، وتأسيس المعاملة على اليقين والإنصاف. واعتصام الخاصة : بالانقطاع ، وهو صون الإرادة قبضا ، وإسبال الخلق بسطا ، ورفض العلائق عزما ، وهو التمسك بالعروة الوثقى. واعتصام خاصة الخاصة بالاتصال ، وهو شهود الحق تفريدا ، بعد الاستحذاء له تعظيما والاشتغال به قربا» مدارج السالكين (١ / ٤٩٨ ـ ٥٠١). فكلام الهروي هنا يدل على تعظيم جميع مراتب الاعتصام وإن كان بعضها أفضل من بعض بخلاف