بثلاثتها ؛ فقد قيل : وأنتم عقلاء تعرفون ذلك بعقولكم (١) ، قيل : وأنتم قد أخذ عليكم العهد بقوله : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ)(٢) قيل : وأنتم شهدتم نبوته قبل بعثته (٣) ، وكل ذلك مراد فلا تنافي بينها.
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ)(٤) قال السديّ : نزلت في قوم من اليهود ، سعوا بين أوس وخزرج بالفساد ، وذكّروهم من الأحقاد والأوتار (٥) ، فأنزل الله تعالى ذلك ، وتلاه (٦) عليهم النبي صلىاللهعليهوسلم ، فأحجموا عما همّوا
__________________
ـ فيقول : أشهد بالله أنّ زيدا منطلق فيكون قسما ...». المفردات ص (٤٦٥ ، ٤٦٦) وانظر : تفسير غريب القرآن (٤١٩) ، وتهذيب اللغة (٦ / ٧٣ ، ٧٤) ، والزاهر (١ / ٣٢ ـ ٣٤). والبحر المحيط (٣ / ١٧).
(١) انظر : النكت والعيون (١ / ٤١٢) وزاد المسير (١ / ٤٣٠) ، والجامع لأحكام القرآن (٤ / ١٥٥).
(٢) سورة آل عمران ، الآية : ٨١. وهي قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ) الآية.
(٣) انظر : جامع البيان (٧ / ٥٤ ، ٥٧) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ٧١٨) ، والوسيط (١ / ٤٧١) ، وتفسير القرآن للسمعاني (١ / ٣٤٤) ، ومعالم التنزيل (٢ / ٧٥) ، والمحرر الوجيز (٣ / ١٧٨) ، والجامع لأحكام القرآن (٤ / ١٥٥) ، والبحر المحيط (٣ / ١٧).
(٤) سورة آل عمران ، الآية : ١٠٠.
(٥) الأوتار : جمع وتر ، وهي الجناية. انظر : لسان العرب (٥ / ٢٧٤ ، ٢٧٥).
(٦) في الأصل : (وتلا) والصواب ما أثبته.