ومنهم من حمله على الأحكام ، وقال : هو موضع الطواف والسعي وسائر أركان الحج ، ولهذا قال : آيات ، ثم فسره بمقام وإن كان لفظه مفردا (١) ، ومنهم من قال : الآيات هي المعاني المضمّنة فيه التي يستدل بها العارف (٢) ، والمقام ما تخصّص به إبراهيم من الخلّة التي اكتسبها ببذل النفس والمال والولد (٣) ، فعلى هذا قوله : (وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً) من العقوبة (٤) ، وقال
__________________
ـ بن عبد العزيز ، وقتادة ، والسدي ، ومقاتل نحو ذلك. وانظر : النكت والعيون (١ / ٤١١) ، وزاد المسير (١ / ٤٢٧) ، والجامع لأحكام القرآن (٤ / ١٣٩).
(١) ورد ذلك عن السدي ، رواه عنه ابن جرير الطبري في جامع البيان (٧ / ٢٧) قال ابن جرير : وقرأ ابن عباس : «فيه آية بينة» يعني بها مقام إبراهيم ، ويراد بها : علامة واحدة. وقال القرطبي : وقرأ أهل مكة وابن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد : «آية بينة» على التوحيد ، يعني مقام إبراهيم وحده. انظر : جامع البيان (٧ / ٢٦) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ٧١١) ، والجامع لأحكام القرآن (٤ / ١٣٩). وروى ابن أبي حاتم بسنده عن ابن عباس في قوله : مَقامُ إِبْراهِيمَ قال : مقام إبراهيم : الحرم كله. وفي لفظ : الحج كله مقام إبراهيم. وقال ابن أبي حاتم : وروي عن مجاهد نحو ذلك. تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ٧١١).
(٢) هذا من تفسير الصوفية. قال ابن عربي في تفسيره (١ / ١٢١) : فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ من العلوم والمعارف والحكم والحقائق.
(٣) انظر : لطائف الإشارات (١ / ٢٧٤).
(٤) هذا مروي عن عمر وابن عباس وابن عمر وعبيد بن عمير والشعبي.